للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكلمة "خير" مبتدأ، وكلمة "نحن" فاعل به سد مسد الخبر، ولم يتقدم على المبتدأ نفي ولا استفهام.

- قول الآخر:

خَبيرٌ بنو لِهْبِ فلا تكُ مُلْغِيًا ... مقالة لِهْبِي إذا الطيرُ مَرّتِ١

فكلمة "خبير" مبتدأ، وكلمة "بنو" فاعل سد مسد الخبر، ولم يتقدم على المبتدأ نفي ولا استفهام.

وأصحاب الاتجاه الأول من رأيهم أن ما ورد في البيتين من "خير نحن عند الناس" و "خبير بنو لهب" إنما هما مبتدأ وخبر على التقديم والتأخير فهما من الصورة الأولى لا من الثانية، والبيتان موضع أخذ ورَدّ بين الاتجاهين السابقين مما لاداعي لذكره والإطالة فيه.

ورود المبتدأ معرفة أو نكرة:

جاء في قطر الندى: الأصل في المبتدأ أن يكون معرفة لا نكرة، لأن النكرة مجهولة غالبا، والحكم على المجهول لا يفيد ا. هـ.

وجاء في الأشموني: لم يشترط سيبويه والمتقدمون لجواز الابتداء بالنكرة


١ بنو لهب: قبيلة من العرب مشهورة بزجر الطير ومعرفة الغيب.
يقول: إن بني لهب لهم خبرة وعلم بزجر الطير، فإذا أخبروك بما علموه فلا تكذبهم فيما يقولون.
الشاهد: في "خبير بنو لهب" إذ استدل به بعض النحاة على أن كلمة "خبير" مبتدأ له مرفوع يغني عن الخبر وهو "بنو لهب" دون أن يعتمد الوصف على نفي أو استفهام، والرد أن الجملة مبتدأ وخبر على التقديم والتأخير، فلا دليل في البيت.

<<  <  ج: ص:  >  >>