للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آخر يعود إلى القلب وهو "الظن" كما تسأل صديقك " أتقولُ العربَ مُتَّحدين بعد فُرْقَة؟؟ " ومعناه -كما هو واضح- "أتظن العربَ متحدين بعد فرقة؟ ".

ويبدو أن استعمالها في هذا المعنى الأخير إنما جاءها عن طريق ما يسمى "التضمين" وهو أن تحمل كلمة معنى كلمة أخرى، فتعامل معاملة تلك الكلمة الأخرى نحويا.

على كلّ، إذا جاء القول بمعنى الظن، فقد استعمل في اللغة -مع جملته- كما يلي:

أولا: أن يعامل باعتبار الأصل، فتكون الجملة بعده في محل نصب "مقول القول" كقولنا في المثال السابق: "أتقول: العرب متحدون بعد فرقة؟ ".

ثانيا: يجوز إلى جوار الوجه السابق أن يعامل باعتبار معناه الذي طرأ عليه وهو "الظن"، فينصب المبتدأ والخبر بعده مفعولين، وذلك على التفصيل التالي:

أ- قبيلة بني سُليم، روي عنها نطق المفعولين منصوبين مطلقا، ومعنى الإطلاق أنه لا شروط في صيغة القول نفسها ولا في الجملة التي ترد فيها فما دامت بمعنى "الظن" فإنه يصح نصب المفعولين، فعلى لغتهم يقال: "قُلتُ: الجوَّ دافئا فإذا به باردٌ" ويقال: "قل الخيرَ في جانب الله".

ب- معظم قبائل العرب لا ينصب في نطقها المبتدأ والخبر إلا في جملة اجتمع لها صفات أربع تجمعها العبارة التالية "أن يكون القول فعلا مضارعا للمخاطب، تقدم عليه استفهام، ولا فاصل بينه وبين الفعل إلا الظرف أو الجار والمجرور".

<<  <  ج: ص:  >  >>