قال أصحاب صناعة النحو: والدليل على أن هذه الأفعال المعلّقة عاملة في التقدير أنه يعطف على الجملة بعدها بالنصب، ولولا أنها منصوبة تقديرًا ما صح هذا العطف، وذلك كقول كثير عزَّة:
وما كنت أدْرِي قبلَ عزَّةَ ما البُكَا … ولا مُوجِعَاتِ القلبِ حتَّى تولّتِ (١)
فجملة "ما البكا" مكونة من مبتدأ وخبر في محل نصب بالفعل المعلق "أدري" وكلمة "موجعات" معطوفة عليها، وهي منصوبة بالكسرة.
ومن الطريف أن يذكر هنا ما قاله "ابن هشام" تعليقا على هذا المصطلح الأخير -التعليق- قال: سمّي ذلك تعليقًا؛ لأن العامل ملغى في اللفظ وعامل في المحل فهو عامل لا عامل؛ فسمي معلقا أخذا من المرأة المعلقة -التي أساء إليها زوجها فأهملها دون أن يطلقها، فلا هي مزوَّجة ولا هي مطلقة- ولهذا قال ابن الخشاب -أحد النحاة- لقد أجاد أهل هذه الصناعة في وضع هذا اللقب لهذا المعنى ا. هـ.
هذا، وقد أشكل على هذه المصطلحات السابقة البيتان الآتيان:
(١) دلت كلمة "موجعات" على أن الفعل المعلق عامل في المحل لا في اللفظ فهي معطوفة على الجملة عنها الفعل وهي "ما البكا" ولولا أن هذه الجملة في محل نصب، ما نصبت كلمة "موجعات".