للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذ يصح الإعمال، فتقول: "الخبرَ وجدتُ صادقًا" أو "الخبرَ صادقًا وجدتُ".

التعليق: معناه إبطال العمل في اللفظ دون التقدير، ويكون ذلك إذا اعترض بين هذه الأفعال وبين المفعولين ما له صدارة الكلام، حينئذٍ يمتنع تأثيرها لفظا، ويبقى تأثيرها في التقدير أو المحل، وهذا غريب!!

ومن أهم الأمور التي تعترض بين هذه الأفعال والجملة بعدها، فتؤدي إلى التعليق -بمعناه السابق- ما يتخلص في الآتي:

أ- أدوات الاستفهام، سواء أكانت حروفًا أم أسماء، كقول القرآن عن أهل الكهف: ﴿ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا﴾ (١) وقوله: ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾ (٢).

ب- حروف النفي "ما، لا، إنْ" كقولنا في النصح: "اعْلمْ ما الكذبُ أسلوبُ الأقوياء" وكذلك "أظنُّ لا الكذبُ مفيدٌ مرتكبَه ولا النّفاق".

ج- لام الابتداء الداخلة على المبتدأ، كقولنا "أعلمُ لَلحريَّةُ في حاجةٍ إلى مستوى راقٍ من النفوس".

د- لام القسم -أي اللام التي تأتي في جواب القسم- كقول لبيد:

ولقد علمتُ لتأتيَنَّ منيَّتي … إنّ المنايا لا تطيشُ سهامها (٣)


(١) من الآية ١٢ سورة الكهف.
(٢) من الآية ٢٢٧ سورة الشعراء.
(٣) المنايا: جمع "منية" وهي الموت، لا تطيش سهامها: لا تخطئ والمقصود: أن الموت لا بد منه.
الشاهد: في "علمت لتأتين منيتي" فإن الفعل "علمت" معاق عن العمل بواسطة لام القسم في "لتأتين منيتي" فإن اللام الواقعة في أول هذه الجملة تسمى "لام جواب القسم" وأصل الكلام "والله لتأتين منيتي".

<<  <  ج: ص:  >  >>