للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً﴾ (١) وقول الرسول: "من تعزى بعزاء الجاهلية فأعِضُّوه بهَنِ أبيه ولا تكنوا" (٢) وقول رؤبة يمدح عديّ بن حاتم الطائي:

بأبِه اقتدى عَدِيّ في الكَرَم … ومن يُشَابِهْ أَبَهُ فما ظلم (٣)

والذي يستعمل هذا الاستعمال أربع كلمات هي "أب، أخ، حم، هن"

فما علاقة ذلك كله بعدد هذه الأسماء وكونها خمسة أو ستة؟

إن بعض النحاة يرى أن كلمة "هن" لم يستعملها العرب الاستعمال الأول "التمام" ولا الاستعمال الثاني "القصر" ولم تستعمل إلا الاستعمال الأخير فقط "لغة النقص" ورتب على ذلك أن الأسماء التي تعرب بالحروف خمسة لا ستة.


(١) من الآية ٧٨ من سورة يوسف.
(٢) جاء في حاشية الصبان "ج ١ ص ٦٩" نسبة الحديث إلى النهاية في غريب الحديث لابن الأثير، وقد ورد في الجامع الصغير للسيوطي بلفظ: "إذا رأيتم الرجل يتعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه .. " وكلتا الروايتين دليل لما نحن فيه.
(٣) الشاهد في البيت مجيء كلمة "أب" ناقصة عن ثلاثة أحرف. فتعرب بالحركات الأصلية، وهي في الشطر الأول من البيت مجرورة في "بأبه" وعلامة جرها الكسرة على الباء، وفي الشطر الثاني في "يشابه أبه" مفعول به منصوب بالفتحة على الباء.
إعراب البيت:
بأبه: الباء حرف الجر، أب: مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة و "أب" مضاف وضمير الغائب مضاف إليه مبني على الكسر في محل جر، والجار والمجرور متعلق بالفعل "اقتدى"، اقتدى: فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر، عدي: فاعل مرفوع بالضمة، في الكرم: جار ومجرور متعلق بالفعل "اقتدى"، من: أداة شرط جازمة تجزم فعلين، وهما فعل الشرط والجواب، يشابه: فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بالسكون، والفاعل ضمير مستتر، أبه: أب: مفعول به منصوب بالفتحة، وضمير الغائب مضاف إليه مبني على الضم في محل جر، فما ظلم: الفاء واقعة في جواب الشرط، ما: حرف نفي، ظلم: فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب والفاعل ضمير مستتر، والجملة في محل جزم جواب الشرط.

<<  <  ج: ص:  >  >>