للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالكوفيون: من رأيهم أن الفعل المضارع يتغير، فهو معرب لهذا كما تعرب الأسماء.

والبصريون: يرون أن الإعراب في الفعل إنما هو للمشابهة بينه وبين الأسماء المعربة، ومن أهم وجوه المشابهة -في حديث طويل- ما يلي:

١- أنه يشغل وظائف الاسم فيأتي "خبرا وصفة وحالا" مثل "العلمُ يُفِيدُ" موضع "العلمُ مفيدٌ".

٢- أنه يتغير من رفع لنصب لجزم، كما يتغير الاسم أيضا من رفع لنصب الجر.

٣- أن الفعل المضارع يماثل اسم الفاعل في حركاته وسكناته، فالكلمات "يُكرم، يُفهم، يتقّدم" = "مُكرم، مُفهم، متقدِّم" في حركاتها وسكناتها.

ومن البيّن أن هذه التعلات كلها وغيرها لا معنى لها، وأن الفعل المضارع ورد في اللغة معربا -كما اتفق على ذلك النحاة- وهذا يكفي، أما لماذا أعرب؟ فالإجابة عنه لا تفيد شيئًا.

الثاني: لماذا رفع الفعل المضارع؟

لا بد -في رأي النحاة- من عامل يرفع المضارع، وهذا العامل تفرق حوله الرأي كما يلي:

١- أن العامل هو التجرد من الناصب والجازم، وهو عامل معنوي مثل "يميِّزُ الذّكيُّ بين النافع والضار".

ب- ورأي آخر: أن العامل هو أنه يأتي في موضع الاسم المرفوع

<<  <  ج: ص:  >  >>