للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ، إِلَّا إِبْلِيسَ﴾ (١) وقول الشاعر:

لكلِّ داءٍ دَوَاءٌ يُسْتَطَبُّ به … إلّا الحماقةَ أعْيَتْ من يُدَاوِيها (٢)

الصورة الثانية:

لا تُرى الكواكبُ بالعين المجردة إلا القمر.

لا تُرى النجومُ بالعين المجردة إلا القمر.

ما بقيتْ فرصُ الحريةِ إلّا القتال.

ما بقيتْ المساعي السّلميةُ إلا القتال.

أن يكون الكلام تاما غير موجب، بأن يكون المستثنى منه مذكورا في الكلام، وتقدمه نفي أو نهي أو استفهام، وفي هذه الصورة تفصيل كما يلي:

أولا: إذا كان الاستثناء متصلا -بأن كان المستثنى من جنس المستثنى منه- صح في المستثنى أمران:

أ- الإتباع للمستثنى منه في إعرابه رفعا ونصبا وجرا، فيعرب -على الرأي الراجح- بدلا منه، بدل بعض من كل، والبدل كما سيأتي أحد التوابع.

ب- النصب على الاستثناء، فيكون ما بعد "إلا" منصوبا كما في الصورة الأولى.

ففي المثال "لا تُرى الكواكبُ بالعين المجردة إلا القمر" يصح في كلمة "القمر" الإتباع للكلمة "الكواكب" بدلا منها، فترفع، كما يصح


(١) من الآيتين ٣٠، ٣١ سورة الحجر.
(٢) معنى البيت: لكل داء دواء يشفيه، والحماقة داء، لكن لا دواء لها.
الشاهد: في "لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة" فإن كلمة "الحماقة" مستثنى واجب النصب؛ لأنه ورد مع "إلا" في كلام تام موجب.

<<  <  ج: ص:  >  >>