للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نطقها بالنصب على الاستثناء، ومثله أيضا "ما بقيتْ فرصُ الحريةِ إلا القتال" كلا الوجهين إذن جائز في المستثنى المتصل، لكن الأفصح في اللغة هو الإتباع، وعلى ذلك جاء نطق الحجازيين والتميميين، وأيدته قراءات القرآن.

- من القرآن: ﴿مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ﴾ (١) قرئت"قليل" بالرفع والنصب.

- من القرآن: ﴿وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ﴾ (٢) قرئت "امرأتك" بالرفع والنصب.

قال ابن هشام: فإن كان متصلا، جاز في المستثنى وجهان، أحدهما -وهو الراجح- أن يعرف بإعراب المستثنى منه على أن يكون بدلا منه بدل بعض من كل، والثاني النصب على أصل الاستثناء، وهو عربي جيد والإتباع أجود منه ا. هـ.

ثانيا: إذا كان الاستثناء منقطعا، بأن كان المستثنى من غير جنس المستثنى منه، فقد ورد عن العرب ما يلي:

أ- أهل الحجاز يلتزمون نصبه، ويصف النحاة هذه اللغة بأنها اللغة العليا.

ب- بنو تميم يرجحون نصبه، والإتباع لديهم جائز وهو أقل فصاحة ففي المثال "لا تُرَى النُّجُومُ بالعين المجرَّدةِ إلا القمر" فإن المستثنى "القمر" ينصب وجوبا على لغة أهل الحجاز، وعلى لغة بني تميم الأفصح نصبه أيضا لكن يصح رفعه إتباعا لكلمة "النجوم" ومثله أيضا المثال "ما بقيت المساعِي السلميةُ إلا القتال".


(١) من الآية ٦٦ من سورة النساء.
(٢) من الآية ٨١ سورة هود.

<<  <  ج: ص:  >  >>