للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال علماء النحو وأسماء الزمان المبهمة حين تضاف للجملة فعلية أو اسمية يصح إعرابها، فتتغير على حسب ما تشغله من الوظائف النحوية، ويصح أيضًا أن تبنى على الفتح، فلا يتغير شكلها في التركيب الذي وردت فيه كقولنا: "ليتنا امتلكنا حرّيتنا من وقت قامت الثورةُ العرابيَّةُ في القرن الماضي" فيصح أن تشكل كلمة "وقت" بالكسر إعرابا، ويصح أن تشكل بالفتح بناء.

هذا هو الأصل في إعراب أسماء الزمان المبهمة حين الإضافة، والتفصيل في الترجيح بين الإعراب والبناء أيهما هو الأحسن على الوجه التالي:

أ- يترجح بناء الاسم المبهم على الفتح إذا كانت الجملة التي "أضيفت إليه" جملة فعلية فعلها ماضٍ -وهو مبني كما نعرف- أو فعلية فعلها مضارع مبني أيضا، حينئذٍ يكون بناء المبهم أحسن حيث يتوافق مع ما أضيف إليه ومن ذلك:

- قول النابغة:

عَلَى حين عاتَبْتُ المشيبَ على الصِّبا … فقلتُ ألمَّا تصحُ، والشيبُ وازعُ (١)

- قول الآخر:


(١) الصبا: "بكسر الصاد" الميل إلى الشهوات والرغبات، وازع: ناهٍ وزاجر ومانع.
الشاهد: في "على حين عاتبت المشيب" فإن كلمة "حين" اسم زمان مبهم وبعده جملة فعلية فعلها ماضٍ هي "عاتبت المشيب" وقد أضيفت إليه، وقد رويت كلمة "حين" بالفتح على البناء -وهو الأحسن- كما رويت بالكسر مجرورة معربة.

<<  <  ج: ص:  >  >>