للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روي البيت بالوجهين في كلمة "حين" بالكسر على الإعراب -وهو أحسن- وبالفتح على البناء وهو مرجوح.

وخلاصة الأمر في اسم الزمان المبهم حين الإضافة ما يلي:

أنه يضاف للجملة، والأفصح أن يتوافق بناء وإعرابا مع الجملة التي أضيفت إليه، فيبنى على الفتح إذا كانت الجملة فعلية فعلها ماضٍ أو مضارع مبني، ويعرب إذا كانت الجملة فعلية فعلها مضارع معرب أو كانت الجملة اسمية.

ثانيا: بعض أسماء المكان المبهمة مثل "قبل، بعد، أوّل، دون، أسماء الجهات الست، عَلُ، غير في قولنا: ليس غير" وهذه الأسماء حين تضاف يجب إضافتها للمفرد سواء أكان ظاهرا أو مضمرا ا. هـ يقال في المثل: "الرّفيق قبلَ الطريق" ويقال أيضا: "رُبَّ صداقةٍ بعد عداوة" وأيضا: "أوّلُ الغَيْثِ قَطْرٌ ثم ينْهَمِرُ".

هذا، والكلمات السابقة تأتي في اللغة على الصور الثلاث التالية:

الأولى: أن تكون منونة، وهي حينئذٍ نكرة ومعربة، كقولنا: "اللهُ موجودٌ من قبْلٍ ومن بَعدٍ" فهو "قَبْلٌ" بلا بداية وهو "بَعْدٌ" بلا نهاية، ومن ذلك قول يزيد بن الصّعق:

فَسَاغَ ليَ الشَّرابُ وكنتُ قَبْلًا … أكادُ أغَصُّ بالماءِ الحميمِ (١)


(١) ساغ: حل وعذب، الشراب: مطلق ما يشرب، والمقصود هنا الخمر، وكانوا يحرمونها إذا كان لهم ثأر، أغص: أصله وقوف الماء في الحلق، والمراد هنا التعبير عن حزنه وكربه فيفقد شهيته، فلا يجد لشيء مذاقا ولا عذوبة حتى الماء.
الشاهد: في "كنت قبلا" حيث استعمل اسم المكان المبهم بالتنوين فهو نكرة معربة.

<<  <  ج: ص:  >  >>