للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا هو الأصل، كل ما صلح عطف بيان صلح بدل كلّ من كلّ.

لكن يستثنى من هذا الأصل ما عُبِّر عنه بقولهم: "إن لم يمتنع إحلالُه مَحَلَّ الأول".

ومعنى هذه العبارة: أن الاسم الثاني -التابع- لا يمكن وضعه موضع الأول -المتبوع- حينئذٍ يكون هذا الاسم عطف بيان، ولا يصح بدلا.

ويندرج تحت هذا الأصل العام الأمثلة والشواهد التالية:

- قولنا: "يا ربنا الرَّجاء" أو: "يا عَلِيّ الرِّضا" وما يرد في كتب النحو من: "يا زيدُ الحارث".

- قول المرّار بن سعيد:

أنا ابنُ التارِكِ البكريِّ بِشْرٍ … عليه الطيرُ ترقُبُه وُقُوعًا (١)

- قول طالب بن أبي طالب:


(١) التارك: الجاعل المصير، البكري بشر: رجل من قبيلة "بكر" اسمه "بشر".
يقول: لقد قتلت بشر البكري، وتركته ملقى على الأرض تتطلع إليه الطيور الجارحة، وتقع فوقه لتأكل لحمه.
الشاهد: في "أنا ابن التارك البكري بشر" فإن كلمة "بشر" تعرب هنا عطف بيان ولا يصح أن تكون بدلا، إذ لا يصح أن توضع هذه الكلمة موضع "البكري" فيقال: "أنا ابن التارك بشر" لأنه يترتب عليه إضافة الوصف المفرد المتصل بالألف واللام للخالي منها، وهذا لا يصح كما سبق في باب الإضافة، ولذلك تعرب الكلمة عطف بيان لا بدلا، فإن البدل -كما يدل اسمه- يصح وضعه موضع المتبوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>