للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورَجَا الأخَيْطلُ من سفاهةِ رأيِه ... ما لم يكنْ وأبٌ له لِيَنَالَا١

الصورة الثانية: أن يكون الضمير المعطوف عليه متصلا مرفوعا، وحينئذٍ يسبق حرف العطف أيضا توكيده بضمير منفصل، تقول: "ذهبتُ أنا والأسرةُ للمصيف في الإسكندرية" قال القرآن: {لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} ٢.

قال النحاة: ويصح في هذه الصورة أن يكون الفاصل بين المعطوف والمعطوف عليه شيء آخر غير الضمير المنفصل، وهذا ما عبر عنه ابن مالك بقوله "أو فاصل ما" ومن ذلك:

- قول القرآن: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ} ٣.

- قول القرآن: {لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا} ٤.

هذا هو الأصل في الضمير المرفوع المتصل حين العطف عليه أن يؤكد بضمير منفصل أو يفصل بينه وبين ما عطف عليه بغير هذا الضمير، ومع ذلك فقد وردت نصوص من الشواهد لا تتحقق لها هذه الصفة؛ إذ عطف على الضمير المرفوع المتصل دون توكيد ولا فصل، وذلك نادر في اللغة وقليل في الاستعمال.


١ الشاهد في البيت: قوله: "ما لم يكن وأب له" ففي الفعل "يكن" ضمير مستتر يعود على الأخطل، وقد عطف عليه دون توكيده بضمير منفصل، وهذا نادر في اللغة.
٢ من الآية ٥٤ من سورة الأنبياء.
٣ من الآية ٢٣ من سورة الرعد.
٤ من الآية ١٤٨ من سورة الأنعام.

<<  <  ج: ص:  >  >>