للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإثبات نقيضه لما بعدها، تقول: "لا يغش الصديقُ بل المنافقُ"، ونقول: "لا تُنصتْ للغشاشين بل المخلصين".

الثانية: أن تأتي بعد الإثبات أو الأمر، وتفيد حينئذٍ ما يطلق عليه "الإضراب" ومعناه صرف النظر عن الكلام السابق عليها لتقرير هذا السابق عليها نفسه لما بعدها، تقول: "زارني صديقي أحمدُ بل صديقي محمدٌ"، وتقول: "ليحضر إليِّ منكم اثنان بل ثلاثة".

ويتلخص أمر هذه الحروف الثلاثة فيما يلي:

- لكن: يعطف بها بعد النفي أو النهي، فيكون لما بعدها ضد ذلك وهو الإثبات والأمر.

- لَا: يعطف بها بعد الإثبات والأمر، فيكون لما بعدها ضد ذلك وهو النفي والأمر.

- بَل: يعطف بها بعد النفي والنهي، فتكون مثل "لكن" تماما، ويعطف بها بعد الإثبات والأمر، فتفيد معنى "الإضراب".

وبعد:

فلعله قد اتضح بعد هذا الشوط الطويل مع حروف العطف ومعانيها ما سبق أن قلته من أن الحديث عن هذه المعاني دراسة أسلوبية لولا ما يترتب عليها من حديث نحوي سواء فيما يتعلق بالجملة قبلها أم العطف بها.

العطف على الضمائر المختلفة:

سبق -غير مرة- أن الضمائر مستترة وبارزة وأن البارزة منها المتصلة والمنفصلة، والمتصلة تأتي مرفوعة ومنصوبة ومجرورة، أما المنفصلة فمنها ضمائر رفع وضمائر نصب فقط.

<<  <  ج: ص:  >  >>