للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- روي عن ابن عباس قال: إني مع قوم ندعو الله لعمر بن الخطاب -وقد وضع على سريره- إذا رجل من خلفي مرفقه على منكبي يقول: رحمك الله، إني لأرجو أن يجعلك الله مع صاحبيك، لأني كثيرا ما كنت أسمع الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: كنت وأبو بكر وعمر وانطلقْتُ وأبو بكر وعمر، قال ابن عباس: فالتفتُّ فإذا هو عَلِيّ بن أبي طالب.

الصورة الثالثة: أن يكون الضمير متصلا مجرورا، وحينئذٍ لا يصح العطف عليه إلا بإعادة الجار، تقول: "اللهُ غفورٌ رحيمٌ، فاتجهت إليه وإلى رحمتِه"، ومن ذلك قول القرآن: {فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} ١.

هذا هو الأصل أن يعاد الخافض مع المعطوف حين العطف على الضمير المتصل المخفوض، ومع ذلك فقد وردت بعض الشواهد لا تتحقق لها هذه الصفات، فورد العطف على الضمير المتصل المخفوض دون إعادة الخافض، وذلك قليل في اللغة، ومن ذلك:

- ما ورد من قراءة الآية: "وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامِ"٢، بجر كلمة "الأرحام".

- قول الشاعر:

فاليومَ قَرَّبْتَ تهجونا وتشتُمنا ... فاذهبْ فما بكَ والأيامِ من عَجَبِ٣


١ من الآية ١١ من سورة فصلت.
٢ من الآية الأولى من سورة النساء.
٣ المعنى: إنك تسيء إلينا بالهجاء والشتم، ولا عجب في الإساءة منك فهي متوقعة منك كما أنها متوقعة من الأيام.
الشاهد: في قوله: "فما بك والأيام من عجب" حيث عطف على الضمير المجرور المتصل دون إعادة الجار، وهذا قليل في اللغة.

<<  <  ج: ص:  >  >>