للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصورة الثانية: التجرد من "أل":

وفي هذه الصورة لا يقوم اسم الفاعل بعمل الفعل في الجملة التي يرد فيها إلا بتحقيق أمرين له، أحدهما خاص بمعنى الجملة، والثاني خاص بكلماتها على التفصيل التالي:

أ- أن يكون معنى الجملة -بما فيها اسم الفاعل- مما يتحقق في الوقت الحاضر أو المستقبل فقط دون الماضي.

ب- أن يتقدم على اسم الفاعل في الجملة واحد مما يلي:

١ - إحدى أدوات النفي أو الاستفهام أو النداء.

٢ - اسم يأتي اسم الفاعل خبرا له أو صفة له.

فلنطبق الشرطين السابقين على الأمثلة التالية:

ما مُطمئنٌّ قلبُ المنافق ولا هادئةٌ قسماتُ وجهه.

أراضٍ ضميرُك عن عملك، إذن لا تبحثْ عن نتيجته.

الحقُّ قوةٌ قاهرةٌ الباطل إذا توافرت لها الحرية والإرادة.

ومما استوفى الشرطين من الشواهد ما يلي:

- قول القائل:

ما راعٍ الخلّانُ ذِمّةَ ناكثٍ … بلْ مَنْ وَفَى يجد الخليلَ خليلا (١)


(١) يقول: لا يفي الأصدقاء لمن لا يفي بالعهد، فالوفاء أصل الصداقة، فإذا تحقق، كان الأصدقاء أصدقاء حقا.
الشاهد: في "ما راعٍ الخلان ذمة ناكث" حيث جاء اسم الفاعل "راعٍ" مجردا من "أل" واستوفى شرطيه: كونه للاستقبال واعتماده على نفي سابق هو "ما" ولذلك قام بعمل الفعل، فرفع الفاعل "الخلان" ونصب المفعول به "ذمة ناكث".

<<  <  ج: ص:  >  >>