للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- قول الأعشى:

لأعرفنَّك إن جدَّ النفيرُ بنا … وشبَّت الحربُ بالطُّوَّاف واحْتَمَلُوا

كناطحٍ صخرةً يومًا ليُوهِنَهَا … فلم يَضُرَّهَا وأوْهَى قَرنَه الوَعِلُ

وفي هذا الشاهد الأخير يوجد موصوف محذوف تقديره "كوعل ناطح" (١).

وبعد: فإنه ينبغي بعد معرفة اسم الفاعل وصوره اللغوية التنبه للنواحي الجانبية التالية:

أولا: أن بعض النحاة لم يشترط في الصورة الثانية -المجرد من "أل"- ما اشترطه الجمهور في معنى الجملة أو في ألفاظها، وأطلق الأمر فيها كالصورة الأولى، وفي ذلك حديث طويل ومناقشات مجهدة لا داعي لذكرها.

ثانيا: المفعول الذي يرد بعد اسم الفاعل يصح لك نصبه ويصح لك إضافته إليه، سواء أكان اسم الفاعل من الصورة الأولى أم من الثانية -الإضافة فيه لفظية على ما تقدم شرحه- فلنطبق ذلك على ما يلي:

- قول القرآن: ﴿إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ﴾ (٢).


(١) جد النفير: المقصود به أعلنت الحرب، الطوَّاف: بضم الطاء المشددة يبدو أن معناها: المقاتلون إذ يطوفون بالميدان، ويطوف كل منهم بالآخر، ليوهنها: ليضعفها، ورواية ديوان الأعشى: ليفلقها، لم يضرها: لم يؤثر فيها، الوعل: ذكر الماعز والظباء.
يقول: حين تعلن الحرب وتشب بين المقاتلين سنرى ما تفعل!! إنك لن تنال منا شيئا رغم ما تكابده من مشقة، ستكون كالوعل الذي ينطح الصخرة ليفلقها إنه سيكسر قرنه ولن يؤثر فيها، والبيت الأخير يضرب مثلا لمن يجهد نفسه مع من هو أقوى منه.
الشاهد: في "كناطح صخرة" فإن اسم الفاعل "ناطح" قام بعمل الفعل فنصب المفعول به "صخرة" معتمدا على موصوف محذوف تقديره "كوعل ناطح".
(٢) من الآية ٣ سورة الطلاق.

<<  <  ج: ص:  >  >>