٥ - ورواه جعفر بن محمد بن عمران الثعلبي الكوفي ثنا زيد بن حباب عن معاوية بن صالح عن ربية بن يزيد الدمشقي عن أبي إدريس الخولاني وأبي عثمان عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين: فتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء». - أخرجه الترمذي (٥٥). - ثم قال: «حديث عمر: قد خولف زيد بن حباب في هذا الحديث .... إلى أن قال: وهذا حديث في إسناده اضطراب، ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب كبير شيء. قال محمد: وأبو إدريس لم يسمع من عمر شيئًا». - قلت: أما الاختلاف على زيد بن حباب فالراجح فيه قول أبي بكر بن أبي شيبة ومن وافقه، وهي الرواية الموافقة لرواية الثقات الحفاظ عبد الرحمن بن مهدي ومن معه وهو الوجه الذي صححه البيهقي كما تقدم، وبهذا تسقط دعوى الاضطراب فقد اتفق ثلاثة من الثقات الحفاظ، وهم عبد الرحمن بن مهدي وعبد الله بن وهب والليث بن سعد على روايته على الوجه الصحيح وتابعهم عليه أسد بن موسة وعبد الله بن صالح وهي الرواية الراجحة عن زيد بن الحباب. - وأما رواية جعفر بن محمد التي أخرجها الترمذي فهي شاذة من عدة أوجه: ١ - خالف فيها جعفر بن محمد- وهو صدوق- التهذيب (٢/ ٧٠). التقريب (٢٠٠) - من هو أوثق منه كأبي بكر بن أبي شيبة وموسى بن عبد الرحمن المسروقي ممن رواه عن زيد. ٢ - خالف الثقات الحفاظ- الذين رووه عن معاوية ثم عن زيد- في الإسناد في موضوعين: - الأول: أسقط عقبة بن عامر من الإسناد. - الثاني: جعل أبا عثمان يروي عن عمر بن الخطاب، وعنه ربيعة بن يزيد وذلك بإسقاط جبير بن نفير وعقبة، فإن الصحيح أن أبا عثمان يروي الحديث عن جبير بن نفير عن عقبة، وعنه معاوية بن صالح. ٣ - زاد في المتن لم يتابعه عليها الثقات وهي «اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين «فهي زيادة شاذة. [وانظر: نتائج الأفكار (١/ ٢٤٤)]. - وأما رواية عثمان بن أبي شيبة ومحمد بن علي المروزي وعباس الدوري فإنها معلومة أيضًا: =