* ثانيا: عثمان بن أبي شيبة وإن كان كوفيا كزيد فإن له أوهام، فلا يبعد أن يكون هذا من أوهامه، ومحمد بن علي مروزي وزيد كوفي، وأما عباس الدوري فقد اضطربت الرواية عنه ولا مرجح عندي هذا كله إذا كان الخطأ من جهتهم لا من جهة زيد بن حباب فقد قال أحمد: «كان صدوقا، وكان يضبط الألفاظ عن معاوية بن صالح، ولكن كان كثير الخطأ» [سؤالات أبي داود (٤٣٢). تاريخ بغداد (٨/ ٤٤٤). بحر الدم (٣٢٦)]. ولهذا الحديث طرق كثيرة توسع في ذكرها الدار قطني في العلل (١/ ٢٣٥/ س ٣٨) و (٢/ ١١١/ س ١٤٩). ثم قال: «وأحسن أسانيده ما رواه معاوية ابن صالح عن ربيعة ابن يزيد عن أبي إدريس الخولاني، وعن أبي عثمان عن جبير بن نفير عن عقبة ابن عامر». - وسأذكر من هذه الطرق: طريقان فقط: * الأول: يرويه أبو عقيل زهرة بن معبد عن ابن عم له عن عقبة بن عامر أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما يحدث أصحابه فقال: «من قام إذا استقلت الشمس فتوضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه «فقال عقبة: ... فذكر القصة بنحو رواية معاوية بن صالح إلى أن قال: فقال عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من توضأ فأحسن الوضوء ثم رفع بصره إلى السماء فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده .... «الحديث. - أخرجه أبو داود (١٧٠). والنسائي في عمل اليوم والليلة (٨٤) مختصرا. والدارمي (٧١٦ - ١/ ١٩٦) مطولا. وأحمد (١/ ١٩) و (٤/ ١٥٠ - ١٥١). وابن أبي شيبة (١/ ٤) و (١٠/ ٤٥١ - ٤٥٢). والبزار (١/ ٣٦١) (٢٤٢ - البحر الزخار). وأبو يعلى (١/ ٢٧) (٣٥ و ٣٦). وابن السني (٣١). والطبراني في الكبير (١٧/ ٩١٥ و ٩١٦). قلت: إسناده ضعيف؛ لأجل هذا الرجل الذي لم يسم [انظر: التقريب (١٣٢١)] وعليه فالزيادات التي زادها في الحديث منكرة لا تثبت. الثاني: يرويه أبو إسحاق السبيعي عن عبد الله بن عطاء عن عقبة بن عامر بنحو رواية زهرة بن معبد المتقدمة. أخرجه ابن ماجه (٤٧٠). والحاكم (٢/ ٣٩٨ - ٣٩٩). وعبد الرزاق (١/ ٤٥ - ٤٦/ ١٤٢). والروياني (١/ ١٠٨/ ٢٥١). والطبراني في الكبير (١٧/ ٣٤٧/ ٩٥٦). وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (٢/ ٢٦٧). - قال الدار قطني في العلل (٢/ ١١٤): «رواه شعبة ففحص عن إسناده وبين علته، وذكر أنه سمعه من أبي إسحاق عن عبد الله بن عطاء عن عقبة بن عامر، وأنه لقي عبد الله بن عطاء فسأله عنه فأخبره أنه سمعه من مسعد بن إبراهيم، وأنه لقي سعد بن إبراهيم فسأله فأخبره أنه سمعه من زياد بن مخراق، وأنه لقي زياد بن مخراق فأخبره أنه سمعه من شهر بن حوشب، وأن الحديث فسد عنه