للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٥١ - ٣ - وعن ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ فَقَالَ لِي: «سَلْ» فَقُلْتُ: أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ: «أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ؟» قُلْتُ: هُوَ ذَاكَ. قَالَ: «فَأعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ» (١) .

وهذا يدل عَلَى كمال عقل ربيعة رضي الله عنه ورغبته في أعظم المطالب العالية الباقية وَقَدْ دله صلى الله عليه وسلم عَلَى كثرة السجود؛


(١) أخرجه مسلم في ٤ - ك الصلاة، ٤٣ - ب فضل السجود والحث عليه، (٤٨٩ - ١/ ٣٥٣). وأبو عوانة (١/ ٤٩٩/ ١٨٦١). وأبو نعيم في المستخرج (٢/ ١٠٢/ ١٠٨٦). وأبو داود في ٢ - ك الصلاة، ٣١٣ - ب وقت قيام النبي صلى الله عليه وسلم من الليل، (١٣٢٠). والنسائي في ١٢ - ك التطبيق، ٧٩ - ب فضل السجود، (١١٣٧ - ٢/ ٢٧٧). وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٤/ ٣٥٢/ ٢٣٨٧). والطبراني في الكبير (٥/ ٥٦/ ٤٥٧٠). وأبو نعيم في الحلية (٢/ ٣١ - ٣٢). والبيهقي (٢/ ٤٨٦). وغيرهم.
- من طريق الأوزاعي ثنى يحيى بن أبي كثير ثنى أبو سلمة ثنى ربيعة به.
- وأخرجه أحمد (٤/ ٥٩) قال: ثنا يعقوب- هو: ابن إبراهيم بن سعد- ثنا أبي عن ابن إسحاق ثنى محمد بن عمرو بن عطاء عن نعيم بن مجمر عن ربيعة بن كعب قال: كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فذكر الحديث، وفيه: فقال لي يومًا لما يرى من خفتي وخدمتي إياه: «سلني يا ربيعة أعطك» قال: فقلت: أنظر في أمري يا رسول الله ثم أعلمك ذلك. قال: ففكرت في نفسي فعرفت أن الدنيا منقطعة زائلة، وأن لي فيها رزقًا سيكفيني ويأتيني. قال: فقلت: أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم لآخرتي فإنه من الله عز وجل بالمنزل الذي هو به. قال: فجئت فقال: «ما فعلت يا ربيع؟» قال: فقلت: نعم يا رسول الله أسألك أن تشفع لي إلى ربك فيعتقني من النار. قال: فقال: «من أمرك بهذا يا ربيعة؟» قال: فقلت: لا والله الذي بعثك بالحق ما أمرني به أحد ولكنك لما قلت: «سلني أعطك»، وكنت من الله بالمنزل الذي أنت به نظرت في أمري وعرفت أن الدنيا منقطعة وزائلة، وأن لي فيها رزقًا سيأتيني، فقلت: أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم لآخرتي. قال: فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم طويلًا ثم قال لي: «إني فاعل فأعني على نفسك بكثرة السجود».
- قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات، رجال مسلم، إلا أن محمد بن إسحاق: صدوق يدلس وقد صرح بالتحديث فزالت شبة تدليسه. وأخرجه الطبراني في الكبير (٥/ ٥٧/ ٤٥٧٦) من طريق آخر عن ابن إسحاق بنحوه مختصرًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>