- قلت: وإن كان أبو حاتم لا يحتج بحديثه ولا بحديث شهر؛ فهو معروف بتشدده. وقال يحيى ابن سعيد القطان: «من أراد حديث شهر فعليه بعبد الحميد بن بهرام» وقد أثنى عليه أحمد أيضًا في شهر. - قلت: فالحمل في هذا التفاوت من حيث الزيادة والنقصان إنما هو على شهر حيث حدث به هكذا وهكذا ولا يقدح ذلك في زيادة عبد الحميد فهو من أثبت الناس فيه. - وشهر بن حوشب: صدوق حسن الحديث إذا لم يخالف. - وعليه فالإسناد حسن، والله أعلم. [انظر: الجرح والتعديل (٦/ ٨). التهذيب (٥/ ٢٠) و (٣/ ٦٥٦). التقريب (٥٦٤ و ٤٤١)]. - وقد تقدم بعضه برقم (٥٧٧). - وقد وجدت للزيادة التي انفرد بها عبد الحميد عن شهر، شاهدًا من حديث عائشة رضي الله عنها: - أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (١٩/ ٣٣٥ - مصورة الظاهرية) من طريق أبي أحمد الحاكم أنا محمد بن محمد بن سليمان الواسطي نا هشام بن عمار نا عبد الرحمن بن أبي الجون عن مؤذن لعمر [يعني: عمر بن عبد العزيز] عن مسلم بن يسار عن عائشة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان إذا غضب أخذ بأنفها وقال: «يا عويش! قولي: اللهم رب النبي محمد! اغفر ذنبي، وأذهب غيظ قلبي، وأجرني من مضلات الفتن». أخرجه في ترجمة مؤذن لعمر بن عبد العزيز. - قلت: وإسناده غريب منكر؛ فإن مسلم بن يسار أيا كان، البصري أو المدني، فهو غير معروف بالرواية عن عائشة رضي الله عنها، وفيه هذا الرجل المبهم، والراوي عنه: وهو عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون: قال عنه ابن عدي في الكامل (٤/ ٢٨٧): «وعامة أحاديثه مستقيمة وفي بعضها بعض الإنكار» قلت: ولعل هذا منها. والراويعنه: وهو هشام بن عمار: صدوق ولما كبر صار يتلقن. والراوي عنه: محمد بن محمد بن سليمان الواسطي، قلت: هو أبو بكر الباغندي: قال عنه الدارقطني: «مخلط، مدلس، يكتب عن بعض أصحابه، ثم يسقط بينه وبين شيخه ثلاثة وهو كثير الخطأ، رحمه الله تعالى» وقال الإسماعيلي: «لا أتهمه ولكنه خبيث التدليس ومصحف أيضًا» وقال ابن مظاهر: «هذا الرجل لا يكذب ولكن يحمله الشره على أن يقول حدثنا، ووجدت في كتبه في مواضع: ذكره فلان، وفي كتابي عن فلان، ثم رأيته يقول: أخرنا». [سؤالات السهمي (٣٤ و ٣٦ و ١٠٨). الميزان (٤/ ٢٦). اللسان (٥/ ٤٠٧)]. قلت: فلعل الآفة منه. =