٣ - وأما حديث أبي هريرة فيرويه عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن جده قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ... فذكره. وقال: «إنه مبارك» بدل «إنه من شجرة مباركة». - أخرجه ابن ماجه (٣٣٢٠). والحاكم (٢/ ٣٩٨) وصحح إسناده، وتعقبه الذهبي بقوله: «عبد الله واهٍ». وهو كما قال، فقد قال عنه في التقريب (٥١١): «متروك»، وعلى ذلك فالإسناد ضعيف جدا، ولا يستشهد به. - وأما حديث ابن عباس: فأخرجه الطبراني في الأوسط (٩/ ١٥٦/٨٣٣٦) قال: ثنا موسى بن زكريا ثنا النضر ابن طاهر ثنا سويد أبو حاتم عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ائتدموا من هذه الشجرة- يعني: الزيت- واكتحلوا بهذا الإِثمذ، فإنه مجلاة للبصر، ومن عرض عليه طيب فليصب منه». - قلت: إسناده ضعيف جدًا، مسلسل بالعلل: (أ) ليث: هو ابن أبي سليم: صدوق اختلط جدًا ولم يتميز حديثه فترك. [التقريب (٨١٨)]. (ب) سويد: هو ابن إبراهيم الجحدري، أبو حاتم الحناط: صدوق سيء الحفظ له أغلاط، وقد أفحش ابن حبان القول فيه. [التهذيب (٣/ ٥٥٧). الميزان (٢/ ٢٤). التقريب (٤٢٣)]. (ج) النضر بن طاهر: قال ابن عدي: «ضعيف جدًا، يسرق الحديث» وقال أيضًا: «معروف بأنه يثب على حديث الناس ويسرقه، ويروي عمن لم يلحقهم والضعف على حديثه بيِّن» وقال ابن أبي عاصم بعد كلام له عن النضر هذا: «ثم وقفت من هذا الشيخ بعده على الكذب، ورأيته بعد ما كف بصره وهو يحدث عن الوليد بن مسلم وعن غيره بأحاديث ليس من حديثه، وتتابع في الكذب، نسأل الله العصمة» [الكامل (٧/ ٢٧). السنة (ص ٢٨٩). الميزان (٤/ ٢٥٨). اللسان (٦/ ١٩٤). الثقات (٩/ ٢١٤) وقال» «ربما أخطأ ووهم» قال الحافظفي اللسان: «وكأن ابن حبان ما وقف على كلام ابن أبي عاصم هذا»]. (د) موسى بن زكريا: قال للذهبي في الميزان (٤/ ٢٥٠): «تكلم فِيهِ الدارقطني، وحكى الحاكم عن الدارقطني أنه متروك». - قلت: فالحديث باطل بهذا الإسناد. ٥ - وأما حديث عائشة: فيرويه الواقدي ثنا أبو حزرة يعقوب بن مجاهد عن سلمة بن أبي سلمة ابن [في المطبوعة: عن، وهو خطأ] عبد الرحمن عن أبيه قال: سمعت عائشة تقول: وذكر عندها الزيت فقالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر أن يؤكل ويدهن ويستعط به، ويقول: «إنه من شجرة مباركة».