- فدل ذلك على شذوذ رواية شاذان، والله أعلم. * وأما رواية الطبراني فأخرجها من طريق: إسماعيل بن عمرو ثنا سفيان عن منصور عن موسى ابن أبي عائشة عن سفينة مولى أم سلمة عن أم سلمة بنحوه مرفوعًا. - قلت: وهي رواية منكرة، تفرد بها إسماعيل بن عمرو بن نجيح دون من روى الحديث عن سفيان ممن تقدم ذكره من الثقات، وإسماعيل هذا: ضعيف، قال ابن عدي: «حدث عن مسعر والثوري والحسن بن صالح وغيرهم بأحاديث لا يتابع عليها» [وانظر: الكامل (١/ ٣٢٢). الميزان (١/ ٢٣٩). اللسان (١/ ٤٧٤)]. - وبذلك يبقى إبهام الراوي عن أم سلمة سببًا في ضعف هذا الإسناد. - إلا أن للحديث طريق أخرى عن سفيان توهم بأن له فيه إسنادًا آخر: فقد أخرج الطبراني في الصغير (٢/ ٣٦/ ٧٣٥ - الروض) وعنه أبو نعيم في أخبار أصبهان (٢/ ٣٩) قال الطبراني: ثنا عامر بن إبراهيم بن عامر الأصبهاني ثنا أبي عن جدي عامر بن إبراهيم عن النعمان بن عبد السلام عن سفيان الثوري عن منصور عن الشعبي عن أم سلمة بنحوه مرفوعًا. - قال الهيثمي في المجمع (١٠/ ١١١): «رواه الطبراني في الصغير ورجاله ثقات». - قلت: النعمان بن عبد السلام وإن كان ثقة فقيهًا فإنه قد خالف في هذا الإسناد من هو مقدم عليه في الثوري، فقد تقدم أن عبد الرحمن بن مهدي ووكيع بن الجراح وأبا نعيم وعبد الرزاق قد رووه عن الثوري فقالوا: عن موسى بن أبي عائشة عن مولى لأم سلمة- وقال عبد الرحمن: عمن سمع أم سلمة- عن أم سلمة به. وهؤلاء أثبت في الثوري من النعمان بن عبد السلام، وأكثر، فيقدم قولهم والله أعلم. وانظر: سؤالات ابن بكير وغيره للدارقطني (ص ٤٢). وشرح علل الترمذي لابن رجب (ص ٢٩٩ - ٣٠٢). * وللحديث شاهد من حديث أبي الدرداء بنحوه مرفوعًا: أخرجه الطبراني في الدعاء (٦٧٠) من طريق مالك بن مغول عن الحكم عن أبي عمر عن أبي الدرداء بنحوه مرفوعًا. قال الحافظ في نتائج الأفكار (٢/ ٣١٥) بعد الكلام على حديث أم سلمة: «وقد وجدت للحديث شاهدًا من أجله قلت: إنه حسن «ثم ساق حديث أبي الدرداء بإسناده إلى الطبراني ثم قال: «ورجال هذا الإسناد أيضًا رجال الصحيح إلا أبا عمر فإنه لا يعرف اسمه ولا حاله ... وقد روى عنه جماعة فهو مستور، وأخرج له النسائي حديثًا غير هذا عن أبي الدرداء، ومنهم من أدخل بينه وبين أبي الدرداء أم الدرداء، والله أعلم «قلت: والصحيح عدم إدخال أحد بينه وبين أبي الدرداء كما تقدم بيانه تحت الحديث رقم (١٢٠). - وعليه فإن حديث أم سلمة بعتضد بحديث أبي الدرداء ويرتقي به إلى الحسن لغيره لذا قال الحافظ بعد أن أخرج حديث أم سلمة في نتائج الأفكار (٢/ ٣١٣): «هذا حديث حسن». وقد حسنه أيضًا