- يرويها إسحاق بن إبراهيم قال: حدثنا بقية] يعني: ابن الوليد] عن مسلم بن زياد مولى ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قال: سمعت أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال حِينَ يصبح: اللهم إنا أصبحنا نشهدك ... «فذكر الحديث وزاد: «وحدك لا شريك لك». - أخرجه البخاري في الأدب المفرد (١٢٠١). والنسائي في عمل اليوم والليلة (٩). ومن طريقه: ابن السني (٧٠). - هكذا رواه البخاري ولم يصرح بقية في روايته بالتحديث، وصرح في رواية النسائي- وابن السني تبعًا له- بالتحديث. - وخولف إسحاق في لفظ الحديث: - فرواه عمرو بن عثمان وكثير بن عبيد وحيوة بن شريح- وهم ثقات حمصيون- عن بقية بن الوليد- الحمصي- عن مسلم بن زياد قال: سمعت أنسًا يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من قال حِينَ يصبح ... فذكر الحديث بنحوه وفي آخره: «إلا غُفر له ما أصاب قي يومه ذلك، وإن قالها حِينَ يمسي غفر الله لم ما أصاب في تلك من ذنب». - أخرجه أبو داود (٥٠٧٨) عن عمرو بن عثمان. والترمذي (٣٥٠١) من طريق حيوة، واللفظ له. والنسائي في عمل اليوم والليلة (١٠) عن عمرو وكثير. - وعمرو وكثير وحيوة وإن كانوا هم بلديو الرجل] أعني: بقية] وهم أعلم بحديثه من الغرباء؛ إلا أن ذلك لا يدعونا إلى القول بتوهم إسحاق بن راهوية الحنظلي المروزي الثقة الحافظ الإمام، خصوصًا وأن بقية قد عنعنه ولم يصرح بالسماع] في المحفوظ فيه] وروايته هنا عن غير الثقات المشاهير: - أما تدليسه: فإن تصريحه بالتحديث في رواية النسائي: ليس محفوظًا؛ والله أعلم. - فقد خالفه البخاري فرواه معنعنًا، وكذا بقية من روى الحديث عن بقية: عمرو وكثير وحيوة لم يذكر تصريحه بالسماع. - وأما شيخه: مسلم بن زياد: فقد روى عنه ثلاثة، وذكره ابن حبان في الثقات، وكان صاحب خليل عمر بن عبد العزيز، فيصدق عليه قول ابن القطان: «حال مجهول «إذ لم يوثقه معتبر- أعني: من حيث الضبط-[التاريخ الكبير (٧/ ٢٦١). الجرح والتعديل (٨/ ١٨٤). الثقات (٥/ ٤٠٠). التهذيب (٨/ ١٥٣)]. - فرواية بقية هذه مضطربة ساقطة؛ قال الإمام أحمد: «توهمت أن بقية لا يحدث المناكير إلا عن المجاهيل، فإذا هو يحدث المناكير عن المشاهير فعلمت من أين أتى «فقال ابن حجر معقبًا: «أُتي من التدليس «وقال الإمام أيضًا: «وما روى بقية عن بحير وصفوان والثقات يكتب، وما روى عن المجهولين لا يكتب «وقال العجلي: «ثقة فيما يروي عن المعروفين، وما روى عن المجهولين=