للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَدَّرُ اللهُ وَمَا شَاءَ فَعَلَ؛ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ». (١)


=فيما لا فائدة فيه،. .. فأما من قاله تأسفًا على ما فات من طاعة الله تعالى، أو ما هو متعذر عليه من ذلك، ونحو هذا فلابأس به، وعليه يحمل أكثر الاستعمال الموجود في الأحاديث، والله أعلم».
- وقال ابن حجر في الفتح (١٣/ ٢٤١): «وقال القرطبي في المفهم: المراد من الحديث الذي أخرجه مسلم: أن الذي يتعين بعد وقوع المقدور التسليم لأمر الله، والرضى بما قدر، والإعراض عن الالتفات لما فات، فإنه إذا فكر فيما فات من ذلك فقال: لو أني فعلت كذا لكان كذا، جاءته وساوس الشيطان فلا تزال به حتى يفضي إلي الخسران، فيعارض بتوهم التدبير سابق المقادير، وهذا هو عمل الشيطان المنهي عن تعاطي أسبابه بقوله: «فلا تقل: لو؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان «وليس المراد ترك النطق بلو مطلقًا، إذ قد نطق النبي صلى الله عليه وسلم بها في عدة أحاديث، ولكن محل النهي عن إطلاقها، إنما هو فيما إذا أطلقت معارضة للقدر، مع اعتقاد أن ذلك المانع لو ارتفع لوقع خلاف المقدور، لا ما إذا أخبر بالمانع على جهة أن يتعلق به فائدة في المستقبل فإن مثل هذا لا يختف في جواز إطلاقه، وليس فيه فتح لعمل الشيطان، ولا ما يفضي إلي تحريم ثم قال بعدها (١٣/ ٢٤٣) نقلًا عن السبكي: «فالذم راجع فيما يؤول في الحال إلي التفريط، وفيما يؤول في الماضي إلي الاعتراض على القدر، وهو أقبح من الأول. .. ». وانظر: مشكل الآثار (١/ ١٠٠).
(١) أخرجه مسلم في ٤٦ - ك القدر، ٨ - ب في الأمر بالقوة وترك العجز، (٢٦٦٤) (٤/ ٢٠٥٢). والنسائي في عمل اليوم والليلة (٦٢٥). وابن ماجه في المقدمة، ١٠ - ب في القدر، (٧٩). السنن الكبرى (١٠/ ٨٩). وفي الشعب (١/ ٢١٦/ ١٩٤). وفي الاعتقاد (١٥٩). والفسوي في المعرفة والتاريخ (٣/ ٦ - ٧). وابن أبي الدنيا في الرضا عن الله (٥٣). وابن أبي عاصم في السنة (٣٥٦). وأبو يعلى (١١/ ١٢٥/ ٦٢٥١). واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (٤/ ٥٨٠/ ١٠٢٨). والمهرواني فيما انتقاه عليه الخطيب في الفوائد المنتخبة (٦١). والخطيب في الجامع (١/ ١١٥). والمزي في التهذيب (٩/ ١٣٥). وغيرهم.
- من طريق عبد الله بن إدريس عن ربيعة بن عثمان عن محمد بن يحيى بن حبان عن الأعرج عن أبي هريرة به مرفوعًا.
- أخرجه ابن أبي حاتم في العلل (٢/ ٤٣٤).
- وقال: «فسمعت ابن الجنيد- حافظ حديث مالك والزهري- يقول: إنما يرويه الناس عن أبي =

<<  <  ج: ص:  >  >>