للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


=- وعلي بن زيد بن جدعان: ضعيف [التقريب (٦٩٦)].
- ولا يحسن حديثه بمجيئه من طريق هشام بن عمار:
- وذلك: لأن هشامًا لما كبر تغير، فكلما دفع إليه قرأه، وكلما لقن تلقن، وكان قديمًا أصح، كان يقرأ من كتابه، قاله أبو حاتم، وقال أبو داود: «حدث هشام بأربعمائة حديث مسندة، لبس لها اصل، كان فضلك يدور على أحاديث أبي مسهر وغيرها يلقنها هشامًا فيحدث بها» [التهذيب (٩/ ٥٨)، الميزان (٤/ ٣٠٢)، السير (١١/ ٤٢٠)].
- وقد قلنا بطرح حديث هشام ها هنا؛ لأنه ظهر لنا بأنه مما تلقنه لأمارات ثلاث:
- الأولى: أنه من رواية ابن ماجه عنه، وهو ممن روى عنه باخرة، فقد ولد ابن ماجه سنة (٢٠٩) ولهشام ست وخمسون سنة، وهذا يعني أنه أدركه كبيرًا بعدما تغير.
- الثانية: تصريح ابن أبي حاتم بأن هذا الحديث قد رواه هشام بآخرة.
- الثالثة: قول أبي حاتم: «وأخاف أن يكون قد أدخل على هشام بن عمار لأنه لما كبر تغير».
- وأبو حاتم من أعلم الناس بهشام بن عمار وبحديثه، فإنه كان رأى أصله واطلع عليه؛ لهذا فهو أعلم بما أدخل عليه لما كبر، وتلقنه، فها هو يُسأل عن حديث به فيقول جازمًا: «هذا حديث باطل كاذب، قد أدخل على هشام» [العلل لابنه (١/ ٣٨٨)، وانظر في ذلك: العلل (١/ ٧٧) و (٢/ ٣٣ و ٤٥ و ٨٣ و ١٣٥)].
- ومن هنا تظهر مكانة هؤلاء الأئمة النقاد، فقد يحكم بعدهم على حديث بالصحة؛ لسلامته عندهم من العلة والشذوذ، وذلك لعدم تمكنهم من الاطلاع على الأصول والنسخ الحديثية، التي تتيح لهم فرصة التعرف على حديث الرجل، فمهما زاد بعد ذلك على ما كان في أصل كتابه، فلا شك في بطلانه.
- ولابن حجر العسقلاني كلام نفيس في الإشادة بمنزلة هؤلاء الأئمة وتقدمهم في هذا الفن يأتي ذكره عند تخريج حديث كفارة المجلس، ونذكر هنا بعضه إذ يقول: « ... وبهذا التقريب يتبين عظم موقع كلام الأئمة المتقدمين وشدة فحصهم، وقوة بحثهم، وصحة نظرهم، وتقدمهم بما يوجب المصير إلى تقليدهم في ذلك، والتسليم لهم فيه ... » [النكت (٢/ ٧٢٦)].
- ومن المعلوم: أن قبول التلقين على قادحة في الحديث تؤدي إلى رده وعدم الاعتبار به، وفي ذلك يقول الحميدي: «ومن قبل التلقين، ترك حديثه الذي لقن فيه، وأخذ عنه ما أتقن حفظه» [الكفاية (١٨١)، الجرح والتعديل (٢/ ٣٤)].
- وأعظم من ذلك أن قبول التلقين مظنة رواية الموضوع، فقد أورد الشوكاني في الفوائد المجموعة حديثًا (١٥٨) أعله ابن الحوزي بأن راويه كان يتلقن، ثم أعقبه بتعقب السيوطي له في اللآلي: «هذا لا يقتضي الوضع»، فتعقبهما العلامة عبد الرحمن المعلمي بقوله (ص ٤٨٠): «لكنه مظنة رواية الموضوع، فإن معنى قبول التلقين أنه قد يقال له: أحدثك فلان عن فلان بكيت وكيت؟ فيقول:=

<<  <  ج: ص:  >  >>