- قلت: وهذا إسناد مصري صحيح غريب، رجاله رجال الشيخين، عدا عبد الله بن يزيد أبي عبد الرحمن الحبلي فمن رجال مسلم. - وقد صححه ابن حجر [الفتوحات الربانية (٥/ ٢٢٩)] والألباني في الصحيحة (٢٠٦١) بوفي صحيح سنن أبي داود (٢/ ٤٥٨)] وغيرها. - وللحديث طرق اخرى إما منكرة وإما ضعيفة، أخرجها ابن أبي الدنيا في الشكر (١٧١)، وابن أبي حاتم (٢/ ١٣ و ٣٥٠)، والطبراني في الأوسط (٥/ ٣٠٤/ ٥٣٨٤)، وفي الكبير (٤/ ١٨٢/ ٤٠٨٢)، وفي الدعاء (٨٩٧)، والبيهقي في الشعب (٤/ ١١٤/ ٤٤٧٧)، والخطيب في التاريخ (١٠/ ٦٣). - وانظر: [الميزان (٢/ ٤٨٩)، اللسان (٣/ ٤١٤)]. - ومما ثبت في الدعاء بعد الفراغ من الطعام أو الشراب ما رواه: - سعيد بن أبي أيوب حدثني بكر بن عمرو عن عبد الله بن هبيرة عن عبد الرحمن بن جبير أنه حدثه رجل خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمان سنين أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم إذا قُرب إليه طعامه يقول: «بسم الله» وإذا فرغ من طعامه قال: «اللهم أطعمت وأسقيت، وأغنيت وأقنيت، وهديت واجتبيت». - وفي رواية: «وأحييت فلك الحمد على ما أعطيت». - أخرجه النسائي في الكبرى (٤/ ٢٠٢/ ٦٨٩٨)، وأحمد (٤/ ٦٢ و ٣٣٧) و (٥/ ٣٧٥)، وابن السني (٤٦٥). - قال ابن حجر في تخريج الأذكار [الفتوحات (٥/ ٢٣٦)]: «هذا حديث صحيح»، وقال في الفتح (٩/ ٤٩٤) بعد أن عزاه للنسائي: «وسنده صحيح». - وقال الألباني في الصحيحة (٧١): «وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم». - قلت: بل هو حديث غريب، تفرد به بكر بن عمرو المعافري المصري به عن عبد الله بن هبيرة، وبكر بن عمر هذا وإن أخرج له البخاري ومسلم، فإنهما لم يحتجا به، وإنما أخرجا له ما توبع عليه [انظر: صحيح البخاري (٤٥١٤ و ٤٦٥٠)، هدي الساري (٤١٣)، صحيح مسلم (١٨٢٥)] وأما ما يتفرد به مثله في مثل طبقته فإنه لا يقبل، فقد قال فيه أحمد: «يروى له» وقال أبو حاتم: «شيخ» وقال الدارقطني: «ينظر في أمره» وقال مرة أخرى: يعتبر به». - فأفراد مثله غرائب. * وفي الباب أيضًا: - عن أبي هريرة مرفوعًا بدعاء مطول: قال: دعا رجل من الأنصار النبي صلى الله عليه وسلم قال: فانطلقنا معه، فلما طعم وغسل يديه، قال: «الحمد لله، الذي يطعم ولا يطعم، من علينا فهدانا، وأطعمنا وسقانا،=