- وقد أعل الإمام أحمد روايته الأخيرة هذه فقال بعد أن ساقها في المسند (٤/ ١٤٤): «خالفه عبد الحميد بن جعفر وابن لهيعة؛ قالا: عن أبي بصرة». - وهو المحفوظ. ... - قال ابن حجر في الفتح (١١/ ٤٧): «هما حديث واحد اختلف فيه على يزيد بن أبي حبيب ... والمحفوظ قول الجماعة». - يعني: قول عبد الحميد وابن لهيعة. - وعليه فهو إسناد مصري صحيح. - وانظر: إرواء الغليل (٥/ ١١٣). * ومما يتوهم أنه من الشواهد وليس كذلك: - ما رواه البيهقي في السنن الكبرى (٩/ ٢٠٣): من طريق محمد بن يوسف الفريابي قال: ذكر سفيان [يعني: الثوري] عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنكم لاقون اليهود غدا فلا يبدؤوهم بالسلام فإن سلموا عليكم فقولوا: وعليك». - وهذا وهم ظاهر من البيهقي نفسه- والله أعلم- لأمور: - الأول: أنه قد رواه بالإسناد نفسه في كتاب الآداب له (٢٨٥) بلفظ: «إن اليهود إذا سلموا عليكم قالوا: السام عليكم. فقولوا: وعليكم» وهو المتن المعروف لهذا الإسناد. - الثاني: أنه قال بعده: «أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث سفيان» وهما لم يخرجاه بهذا اللفظ وإنما بنحو ما رواه هو نفسه في الآداب. - الثالثة: أن هذا الحديث قد رواه عن عبد الله بن دينار: مالك بن أنس وإسماعيل بن جعفر وعبد العزيز بن مسلم وسفيان بن عيينة وسفيان الثوري. - ورواه عن الثوري: يحيي بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي ووكيع بن الجراح وعبد الرازق ابن همام- وهم من أثبت أصحابه- فلم يذكر أحد منهم قوله: «إنكم لاقون اليهود غدا، فلا تبدؤوهم بالسلام» وإنما بنحو ما رواه البيهقي في كتاب الآداب. وانظر: تخريج الحديث- حديث ابن عمر- في شواهد الحديث السابق (٣٤٣)، والشاهد الأول. (١) إكاف: الإكاف: البرذعة [المعجم الوسيط (٢٢)]. وهي للحمار بمنزلة السرج للفرس [حاشي ابن عبد الباقي على مسلم (٣/ ١٤٢٢)].