للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


=- الثاني: أن كلًا من شعبة وسعيد بن أبي عروبة رُوى عنه الحديث بالإسنادين، وهما واسعا الرواية ومن الممكن أن يحملا الحديث من طرقٍ عديدة، أذف غلى ذلك أن شعبة وابن أبي عروبة: كلاهما من أثبت أصحاب قتادة. والله أعلم.
- إذا علمت ذلك، ظهر لك ضعف دعوى الاضطراب التي وصف بها إسناد حديث زيد.
- قال الترمذي] الجامع (١/ ١١)]: «وحديث زيد بن أرقم في إسناده اضطراب: روى هشام الدستوائي وسعيد بن أبي عروبة عن قتادة: فقال سعيد: عن القاسم بن عوف الشيباني عن زيد بن أرقم. وقال هشام الدستوائي: عن قتادة عن زيد بن أرقم. ورواه شعبة ومعمر عن قتادة عن النضر ابن أنس: فقال شعبة: عن زيد بن أرقم، وقال معمر: عن النضر بن أنس عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم».
- قلت: فإن قيل: فرواية هشام الدستوائي - وهو من أثبت أصحاب قتادة- ورواية معمر، ألا تقويان هذه الدعوى. فاقول:
١ - أما رواية هشام فقد خالف فيها شعبة وسعيدًا، ومما قرره البرديجي أن هؤلاء الثلاثة- وهم أثبت أصحاب قتادة- إذا اتفق اثنان منهما وخالفهما واحد، فالقول قول الاثنين، فتصير إذا رواية هشام مرجوحة [انظر: شرح علل الترمذي ص (٢٨٢ و ٢٨٣)].
٢ - وأما رواية معمر فالقول فيها من ثلاثة أوجه:
- الأول: أن معمرًا خالف فيه شعبة وسعيدًا وهما أثبت من روى عن قتادة في حال اتفاقهما.
- الثاني: أن الذي وهم في هذا الإسناد إنما سلك فيه الجادة والطريق المشهور.
- الثالث: أن هذه الرواية رواها إسحاق بن إبراهيم الدبري أنبأ عبد الرزاق أنبأ معمر عن قتادة عن النضر بن أنس عن أنس به مرفوعًا. [أخرجه الطبراني في الدعاء (٣٥٥)]. وإسحاق بن إبراهيم الدبري ممن سمع من عبد الرزاق بعد ما أضر وفقد بصره، بل إن سماعه منه متأخر جدًا فقد مات عبد الرزاق وللدبري ست أو سبع سنين، قال أحمد: «فسماع من سمع بعد ما عمى لا شيء «وعلى ذلك فالتبعة فيه على الدبري أو عبد الرزاق. لذا فقد حكم الإمام أحمد على هذه الرواية بالوهم قال: «وقيل: عن معمر عن قتادة عن النضر بن أنس عن أنس، وهو وهم» [سنن البيهقي (١/ ٩٦). التقييد والإيضاح ص (٤٣٧). الكواكب النيرات (ت ٣٤). شرح علل الترمذي (٣٢٠)].
- وبهذا تظهر إمامة وجلالة الإمام البخاري في هذا الفن حِينَ سأله الترمذي عن هذا الاختلاف فأجاب البخاري بقوله: «يحتمل أن يكون قتادة روى عنهما جميعًا «وقال أيضًا: «لعل قتادة سمع منهما جميعًا» [الجامع (١/ ١١). وترتيب العلل الكبير ص (٢٣)].
- يعني: من النضر بن أنس ومن القاسم بن عوف الشيباني. قال الحاكم: «كلا الإسنادين من شرط الصحيح».
- قلت: وهو كما قال، ولم يتعقبه الذهبي.
- وانظر علل الحديث لابن أبي حاتم (١/ ١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>