- فإذا تقرر ذلك: حينئذ نقول بأن هذا الحديث قد رواه يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن أبي جحيفة عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أصاب في الدنيا ذنبًا فعوقب به؛ فالله أكرم من أن يعود في شيء قد عفا عنه». - أخرجه الترمذي (٢٦٢٦). وابن ماجة (٢٦٠٤). والدارقطني في السنن (٣/ ٢١٥). والطحاوي في المشكل (٣/ ٤٨). والبيهقي في السنن (٨/ ٣٢٨). والحاكم (١/ ٧) و (٢/ ٤٤٥) و (٤/ ٢٦٢). وأحمد (١/ ٩٩ و ١٥٩). وابن أبي الدنيا في حسن الظن بالله (٥٢). والبزار] (٢/ ١٢٥) (٤٨٢) البحر الزخار]. والطبراني في الصغير (٤٦). والقضاعي في مسند الشهاب (٥٠٣). - كلهم من طريق حجاج بن محمد المصيصي الأعور [ثقة ثبت. التقريب (٢٢٤)] عن يونس به. - قال الترمذي: «حسن غريب «وزاد في نسخة «صحيح». - وقال الحاكم: «صحيح على شرط الشريخين «وفي موضع آخر: «صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد احتجا جميعًا بأبي جحيفة عن علي، واتفقا على أبي إسحاق، واحتجا جميعًا بالحجاج بن محمد، واحتج مسلم بيونس بن أبي إسحاق «ولم يتعقبه الذهبي. قلت: وقوله الثاني صحيح. - وقال البزار والطبراني بأنه لم يروه عن يونس بن أبي إسحاق إلا حجاج بن محمد. - قلت: وهو ثقة ثبت من رجال الشيخين فلا يضره تفرده، وإسناده حسن فإن يونس قال فيه الحافظ: «صدوق يهم قليلًا» [التقريب (١٠٩٧)]. وقال المناوي في الفيض (٦/ ٦٦): «وقال في المهذب: إسناده جيد، وقال في الفتح: سنده حسن». - وانظر: العلل للدارقطني (٣/ ١٢٨/ س ٣١٦). وأما عنعنة أبي إسحاق فقد احتملها الشيخان فقد أؤخرجا لأبي إسحاق عن أبي جحيفة حديثًا في بياض عنفقة النبي صلى الله عليه وسلم] البخاري (٣٥٤٥). ومسلم (٢٣٤٢ - ٤/ ١٨٢٢)] ولم يصرح فيه بالسماع منه، ولم يظهر من تتبع طرق هذا الحديث أن أبا إسحاق دلس فيه، فتحمل عنعنته على الاتصال، والله أعلم. - قلت: ويونس بن أبي إسحاق أعلم بحديث أبيه وأوثق من الحكم بن عبد الله النصري فإن الأخير لم يوثقه غير ابن حبان وروى عنه جماعة [التهذيب (٢/ ٣٩٢)] وقد زاد في حديثه عن أبي إسحاث جملة «وستر بينكم وبين الجن: بسم الله»، وهي زيادة منكرة لم يأت بها يونس في حديثه، والله أعلم. - وحديث علي رضي الله عنه صححه الألباني في الإرواء برقم (٥٠). وفي صحيح الترمذي برقم (١/ ٣٣٢). وابن ماجة (١/ ١١٣).