للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= كتابه "الحجة" أن حديث النزول رواه ثلاثة وعشرون من الصحابة: سبعة عشر رجلًا وست امرأة.
- وفي الحديث مسائل:
* الأولي: متى ينزل؟ أفي الثلث الأول؟ أم في النصف؟ أم حين يبقي الثلث الآخر؟
- رجح الترمذي الأخير، فقال: وقد روى هذا الحديث من أوجه كثيرة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وروي عنه أنه قال: «ينزل الله عز وجل حين يبقي ثلث الليل الآخر». وهو أصح الروايات. اهـ ـ [جامع الترمذي (٢/ ٣٠٩)] وقال القاضي عياض: الصحيح رواية» حين يبقي ثلث الليل الآخر»، كذا قاله شيوخ الحديث وهو الذي تظاهرت عليه الأخبار بلفظه ومعناه. اهـ ـ ـ. [شرح النووي علي مسلم (٦/ ٣٦)]. وقد سلك بعضهم سبيل الجمع: منهم ابن حبان وشيخ الإسلام ابن تيمية في شرح حديث النزول، وتلميذه ابن القيم في الصواعق المرسلة، والنووي في شرح مسلم (٦/ ٣٦). وابن حجر في الفتح (٣/ ٣٨).
* الثانية: لماذا خص الله هذا الوقت بالتنزل؟
- قال الحافظ في الفتح (١١١/ ١٣٦): قال ابن بطال: هو وقت شريف خصه الله بالتنزيل فيه، فيتفضل علي عباده بإجابة دعائهم، وإعطاء سؤلهم، وغفران ذنوبهم، وهو وقت غفلة وخلوة، واستغراق في النوم واستلذاذ له، ومفارقة اللذة والدعة صعب، لا سيما أهل الرفاهية، وفي زمن البرد، وكذا أهل التعب، ولا سيما في قصر الليل، فمن آثر القيام لمنأجاة ربه والتضرع إليه مع ذلك دع علي خلوص نيته وصحة رغبته فيما عند ربه، فلذلك نبه الله عبادة علي الدعاء في هذا الوقت الذي تخلو فيه النفس من خواطر الدنيا وعلقها، ليستشعر العبد الجد والإخلاص لربه. اهـ ـ.
* الثالثة: هل يخلو منه العرش حين نزوله سبحانه وتعالى؟
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح حديث النزول (ص ٢٣٢): والقول الثالث: وهو الصواب، وهو المأثور عن سلف الأمة وأئمتها: أنه لا يزال فوق العرش، ولا يخلو العرش منه مع دنوه ونزوله إلي السماء الدنيا، ولا يكون العرش فوقه، وكذلك يوم القيامة كما جاء به الكتاب والسنة، وليس نزوله كنزول أجسام بني آدم من السطح إلي الأرض بحيث يبقي السقف فوقهم، بل الله منزه عن ذلك. اهـ ـ ـ، ثم شرع يرد علي من تأول النزول بنزول أمره ورحمته فأجاب عن ذلك من ستة أوجه.
- وقال (ص ٣٠٤): وأصل هذا: أن قربه سبحانه ودنوه من بعض مخلوقاته لا يستلزم أن تتخلو ذاته من فوق العرش، بل هو فوق العرش، ويقرب من خلقه كيف شاء كما قال ذلك م قاله من السلف. اهـ ـ. [وانظر: صحيح ابن حبان (٣/ ٢٠٠/ ٩٢٠)].
- وممن قال بذلك من السلف:
١ - حماد بن زيد: سأله بشر بن السري فقال: يا أبا إسماعيل، الحديث الذي جاء» ينزل الله إلي سماء الدنيا» أيتحول من مكان إلي مكان؟ فسكت حماد بن زيد ثم قال: هو في مكانه يقرب من خلقه كيف شاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>