للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٤٩ - ٣ - وعن عثمان بن أَبِي العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «تُفْتَحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ نِصْفَ اللَّيْلِ فَيُنَادِي مُنَادٍ: هَلْ مِنْ دَاعٍ فَيُسْتَجَابُ لَهُ، هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَيُعْطَى، هَلْ مِنْ مَكْرُوبٍ فَيُفَرَّجُ عَنْهُ، فَلَا يَبْقَى مُسْلِمٌ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ إِلَّا اسْتَجَابَ اللهُ تَعَالَى، إِلَاّ زَانِيَةً تَسْعَى بِفَرْجهَا، أَوْ عَشَّارًا (١) » (٢) .


=- رواه ابن بطة في الإبانة (١٩٧ - مختصره) وذكره شيخ الإسلام (ص ١٥١). وإسناده صحيح.
٢ - إسحاق بن راهويه: قال: دخلت علي عبد الله بن طاهر، فقال: ما هذه الأحاديث التي تروونها؟ قلت: أي شيء؟ أصلح الله الأمير. قال: تروون أن الله ينزل إلي السماء الدنيا. قلت: نعم، رواها الثقات الذين يروون الأحكام. قال: أينزل ويدع عرشه؟ قال: فقلت: يقدر أن ينزل من غير أن يخلو العرش منه؟ قال: نعم. قلت: وَلَمْ نتكلم في هذا؟
- أخرجه ابن بطة في الإبانة بإسناد حسن [كما في شرح حديث النزول (ص ١٥٢)] والبيهقي في الأسماء والصفات (٢/ ١٩٧) مختصرًا. واللألكائي في شرح أصول الاعتقاد (٧٧٤) مختصرًا.
- قال شيخ الإسلام بعد سرد هاتين الحكايتين (ص ١٥٣): «وهذه والتي قبلها حكايتان صحيحتان رواتهما أئمة ثقات».
* الرابعة: إذا كان ثلث الليل دائمًا، فهل يكون الرب تعالى دائمًا نازلًا إلي السماء؟
- قال شيخ الإسلام (ص ٣٢٠): وهذا الذي ذكروه، إنما يصح إذا جعل نزوله من جنس نزول أجسام الناس من السطح إلي الأرض، وهو يشبه قول من قال: يخلو العرش منه، بحيث يصير بعض المخلوقات فوقه، وبعضها تحته. اهـ ـ ـ.
- وقال أيضًا (ص ٣٣٠): فالنزول الإلهي لكل قوم هو مقدار ثلث ليلهم. اهـ ـ. وقد أطال رحمه الله النفس في الرد علي من قال ذلك. وكان مما قال (ص ٣٣٤): أما النزول الذي لا يكون من جنس نزول أجسام العباد، فهذا لا يمتنع أن يكون في وقت واحد لخلق كثير، ويكون قدره لبعض الناس أكثر، بل لا يمتنع أن يقرب إلي خلق من عباده دون بعض ... وأما قربه مما يقرب منه فهذا خاص لمن يقرب منه كالداعي والعابد وكقربه عشية عرفة، ودنوه إلي السماء لأجل الحجاج، وإن كانت تلك العشية بعرفة قد تكون وسط النهار في بعض البلاد وتكون ليلًا في بعض البلاد، فإن تلك البلاد لم يدن إليها ولا إلي سمائها الدنيا، وإنما دنا إلي السماء الدنيا التي علي الحجاج، وكذلك نزوله بالليل .. اهـ ـ ـ. وانظر: بيان تلبيس الجهمية (٢/ ٢٢٨).
(١) العشار: هو الذي يأخذ أموال الناس بالباطل عن طريق القوة والجاه، ومثلها الضرائب وهي المكوس [انظر: النهاية (٣/ ٢٣٩). المعجم الوسيط (٦٠٢)].
(٢) أخرجه الطبراني في معجميه الكبير (٨٣٩١)، والأوسط (٢٧٩٠): قال: حدثنا إبراهيم ابن=

<<  <  ج: ص:  >  >>