(٢) زاد المعاد (١/ ٣٩٤). - وقد رجح بعضهم: أن هذه الساعة هي: ما بين أن يجلس الإمام علي المنبر إلي أن تقضي الصلاة. واستدلوا بحديث أبي موسى الذي رواه مسلم (وقد تقدم آنفًا) ورجحوه لكونه في أحد الصحيحين، وأجاب الحافظ في الفتح (٢/ ٤٨٩): «بأن الترجيح بما في الصحيحين أو أحدهما إنما هو حيث لا يكون مما انتقده الحفاظ، كحديث أبي موسى هذا». وقد تقدم الكلام عليه. - قال الترمذي: ورأي بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم أن الساعة التي ترجي فيها بعد العصر إلي أن تغرب الشمس، وبه يقول أحمد وإسحاق. وقال أحمد: أكثر الأحاديث في الساعة التي ترجي فيها إجابة الدعوة أنها بعد صلاة العصر وترجي بعد زوال الشمس. اهـ ـ ـ. وقال الحافظ في الفتح (٢/ ٤٨٩): «وقال ابن عبد البر: إنه أثبت شيء في هذا الباب. وروي سعيد بن منصور بإسناد صحيح إلي أبي سلمة بن عبد الرحمن: أن أناسًا من الصحابة اجتمعوا فتذكروا ساعة الجمعة ثم افترقوا فلم يختلفوا أنها آخر ساعة من يوم الجمعة. ورجحه كثير من الأئمة ... ». - قال ابن القيم في الزاد (١/ ٣٩٦): وهذه الساعة هي آخر ساعة بعد العصر يعظمها جميع أهل الملل. وعند أهل الكتاب هي ساعة الإجابة، وهذا مما لا غرض لهم في تبديله وتحريفه، وقد اعترف به مؤمنهم. اهـ ـ ـ. وانظر حاشية الشيخ الألباني في صحيح الترغيب (ص ٢٩٧).