للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ورجح ابن القيم رحمة اللهُ تَعَالَى وغيره من أَهْلِ العلم: أن الساعة فِي يوم الجمعة هي بعد العصر (١) .

قَالَ ابن القيم: «وعندي أن ساعة الصلاة ساعة ترجي فِيهَا الإجابة أيضًا، فكلاهما ساعة إجابة، وإن كانت الساعة المخصوصة هي آخر ساعة بعد العصر فهي ساعة معينة من اليوم، لَا تتقدم وَلَا تتأخر. وأما ساعة الصلاة فتابعة للصلاة تقدمت أَوْ تأخرت، لأن لاجتماع المسلمين وصلاتهم وتضرعهم وابتهالهم إلي اللهُ تَعَالَى تأثيرًا فِي الإجابة. فساعة اجتماعهم ساعة ترجي فِيهَا الإجابة وعلى هَذَا تتفق الأحاديث كلها .... » (٢) .


(١) انظر: زاد المعاد (١/ ٣٨٨ - ٣٩٧)
(٢) زاد المعاد (١/ ٣٩٤).
- وقد رجح بعضهم: أن هذه الساعة هي: ما بين أن يجلس الإمام علي المنبر إلي أن تقضي الصلاة. واستدلوا بحديث أبي موسى الذي رواه مسلم (وقد تقدم آنفًا) ورجحوه لكونه في أحد الصحيحين، وأجاب الحافظ في الفتح (٢/ ٤٨٩): «بأن الترجيح بما في الصحيحين أو أحدهما إنما هو حيث لا يكون مما انتقده الحفاظ، كحديث أبي موسى هذا». وقد تقدم الكلام عليه.
- قال الترمذي: ورأي بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم أن الساعة التي ترجي فيها بعد العصر إلي أن تغرب الشمس، وبه يقول أحمد وإسحاق. وقال أحمد: أكثر الأحاديث في الساعة التي ترجي فيها إجابة الدعوة أنها بعد صلاة العصر وترجي بعد زوال الشمس. اهـ ـ ـ. وقال الحافظ في الفتح (٢/ ٤٨٩): «وقال ابن عبد البر: إنه أثبت شيء في هذا الباب. وروي سعيد بن منصور بإسناد صحيح إلي أبي سلمة بن عبد الرحمن: أن أناسًا من الصحابة اجتمعوا فتذكروا ساعة الجمعة ثم افترقوا فلم يختلفوا أنها آخر ساعة من يوم الجمعة. ورجحه كثير من الأئمة ... ».
- قال ابن القيم في الزاد (١/ ٣٩٦): وهذه الساعة هي آخر ساعة بعد العصر يعظمها جميع أهل الملل. وعند أهل الكتاب هي ساعة الإجابة، وهذا مما لا غرض لهم في تبديله وتحريفه، وقد اعترف به مؤمنهم. اهـ ـ ـ. وانظر حاشية الشيخ الألباني في صحيح الترغيب (ص ٢٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>