حدث أبو بكر بن دريد عن الثوري عن الأصمعي قال: غنّت حبّابة جارية يزيد بن عبد الملك وكانت من أحسن الناس وجها ومسموعا وكان شديد الكلف بها وكان منشؤها المدينة:
لعمرك إنّني لأحبّ سلعا ... لرؤيته ومن أكناف سلع
تقرّ بقربه عيني، وإنّي ... لأخشى أن يكون يريد فجعي
حلفت بربّ مكّة والمصلّى ... وأيدي السابحات غداة جمع
لأنت على التنائي، فاعلميه، ... أحبّ إليّ من بصري وسمعي
والشعر لقيس بن ذريح، ثمّ تنفّست الصّعداء، فقال لها: لم تتنفّسين؟ والله لو أردته لقلعته إليك حجرا حجرا، فقالت: وما أصنع به إنّما أردت ساكنيه، وقال ابن السلماني: وكان إبراهيم بن عربي والي اليمامة قبض عليه وحمل إلى المدينة مأسورا فلمّا مرّ بسلع قال:
لعمرك إنّي يوم سلع للائم ... لنفسي، ولكن ما يردّ التلوّم؟
أأمكنت من نفسي عدوّي ضلّة ... ألهفا على ما فات لو كنت أعلم
لو انّ صدور الأمر يبدون للفتى ... كأعقابه لم تلفه يتندّم
لعمري لقد كانت فجاج عريضة، ... وليل سخاميّ الجناحين مظلم
إذ الأرض لم تجهل عليّ فروجها ... وإذ لي من دار المذلّة مرغم
وسَلْعٌ:
جبل في ديار هذيل، قال البريق الهذلي:
سقى الرّحمن حزم ينابعات ... من الجوزاء أنواء غزارا
بمرتجز كأنّ على ذراه ... ركاب الشام يحملن البهارا
يحطّ العصم من أكناف شعر، ... ولم يترك بذي سلع حمارا
سِلْعٌ:
بكسر أوّله، وسكون ثانيه، يقال: هذا سلع هذا ومثله وشرواه، والسّلع والسّلع:
شقّ في الجبل، وسلع موشوم: واد في ديار باهلة. وسلع الكلديّة: لباهلة أيضا جبل أو واد.
وسلع السّتر: موضع في ديار بني أسد، كلّه عن نصر.
سَلَعٌ:
بالتحريك، وهو شجر مرّ، كانت العرب في الجاهليّة تعمد إلى حطب شجر السّلع والعشر في المجاعات وقحوط القطر فتوقر ظهور البقر منهما ثمّ تضرمه نارا وتسوقها في المواضع العالية يستمطرن بلهب النّار المشبه بسنا البرق، وإيّاه عنى أميّة بن أبي الصلت حيث قال:
سلع ما ومثله عشر ما ... عائل ما وعالت البيقورا
ما زائدة فيه كلّه. وذو سلع: موضع بين نجد والحجاز، وقال أبو دؤاد الإيادي:
وغيث توسّن منه الرّيا ... ح جونا عشاء وجونا ثقالا
إذا كركرته رياح الجنو ... ب ألقحن منه عجافا حيالا
فحلّ بذي سلع بركه ... تخال البوارق فيه الذّبالا
سَلَعُوجُ:
مثل الذي قبله إلّا أن في آخره زيادة واو وجيم: موضع، وقيل: بلدة.