للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمر بن أبي ربيعة فيه:

إذا سلكت غمر ذي كندة ... مع الصبح قصدا لها الفرقد

هنالك إمّا تعزّي الفؤاد، ... وإمّا على إثرهم تكمد

قال ابن الكلبي في كتاب الافتراق: وكان لجنادة ابن معدّ الغمر غمر ذي كندة وما صاقبها وبها كانت كندة دهرها الأول، ومن هنالك احتجّ القائلون في كندة ما قالوا لمنازلهم في غمر ذي كندة يعني من نسبهم في عدنان، وقال أبو عبيد السّكوني:

الغمر بحذاء توز شرقيّه جبل يقال له الغمر، وتوز:

من منازل طريق مكة من البصرة معدود في أعمال اليمامة، قال:

بنى بالغمر أرعن مشمخرّا ... يغنّي في طرائقه الحمام

يصف قصرا، وطرائقه: عقوده، وفي حديث الردّة:

خرج خالد بن الوليد من الأكناف أكناف سلمى حتى نزل الغمر ماء من مياه بني أسد بعد أن حسن إسلام طيّء وأدّوا زكاتهم، فقال رجل من المسلمين:

جزى الله عنّا طيّئا في بلادها ... ومعترك الأبطال خير جزاء

هم أهل رايات السّماحة والنّدى ... إذا ما الصّبا ألوت بكلّ خباء

هم ضربوا بعثا على الدين بعد ما ... أجابوا منادي فتنة وعماء

وخال أبونا الغمر لا يسلمونه، ... وثجّت عليهم بالرماح دماء

مرارا فمنها يوم أعلى بزاخة، ... ومنها القصيم ذو زهى ودعاء

وهو واد فيه ثماد ماؤها قليل، وهو بين ثجر وتيماء.

غَمْرَةُ:

بفتح أوله، وسكون ثانيه، الغمرة: منهمك الباطل، ومرتكض الهوى غمرة الحبّ، ويقال:

هو يضرب في غمرة اللهو ويتسكع في غمرة الفتنة، وغمرة الموت: شدّة همومه، هذا قول اللغويين، والذي يظهر لي أن الغمرة هو ما يغمر الشيء ويعمّه فهو يصلح للباطل والحقّ: وهو منهل من مناهل طريق مكة ومنزل من منازلها، وهو فصل ما بين تهامة ونجد، وقال ابن الفقيه: غمرة من أعمال المدينة على طريق نجد أغزاها النبي، صلى الله عليه وسلم، عكاشة بن محصن، وقال نصر: غمرة سوداء فيما بين صاحة وعمايتين جبلين. وغمرة:

جبل، يدلّ على ذلك قول الشمردل بن شريك:

سقى جدثا أعراف غمرة دونه، ... ببيشة، ديمات الربيع هواطله

وما في حبّ الأرض إلّا جوارها ... صداه وقول ظنّ أني قائله

وقال ذو الرمة:

تقضّين من أعراف لبن وغمرة، ... فلما تعرّفن اليمامة عن عفر

تقضين من الانقضاض، وكان به يوم من أيامهم، قال الحارث بن ظالم:

وإني يوم غمرة، غير فخر، ... تركت النهب والأسرى الرّغابا

وقال عمرو بن قياس المرادي من قصيدته التي أولها:

ألا يا بيت بالعلياء بيت ... ..... وحيّ ناسلين وهم جميع

حذار الشرّ يوما قد دهيت

<<  <  ج: ص:  >  >>