للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن عتبان في ذلك:

ألم تسمع وقد أودى ذميما ... بمنعرج السراة من أصبهان

عميد القوم إذ ساروا إلينا ... بشيخ غير مسترخي العنان

فساجلني وكنت به كفيلا، ... فلم يسنو وخرّ على الجران

برستاق له يدعى إليه ... طوال الدهر في عقب الزمان

شَيْخَانِ:

بلفظ تثنية شيخ، شيخان: موضع بالمدينة كان فيه معسكر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ليلة خرج لقتال المشركين بأحد وهناك عرض الناس فأجاز من رأى وردّ من رأى، قال أبو سعيد الخدري، رضي الله عنه: كنت ممن ردّ من الشيخين يوم أحد، وقيل: هما أطمان سمّيا به لأن شيخا وشيخة كانا يتحدثان هناك.

الشّيْخَةُ:

أنشد ابن الأعرابي قال: أتاني وعيد بن ديسق التغلبي فقال:

يقول الخنا، وأبغض العجم ناطقا ... إلى ربّنا صوت الحمار اليجدّع

ويستخرج اليربوع من نافقائه ... ومن جحره ذي الشّيحة اليتقصّع

فقال أبو محمد الأسود: ما أكثر ما يصحف أبو عبد الله في أبيات المتقدمين، وذلك أنه توهم أن ذا الشيحة موضع ينبت الشّيح، والصحيح:

ومن جحره بالشّيخة اليتقصّع

بالخاء المعجمة بواحدة من فوق: وهي رملة بيضاء في بلاد أسد وحنظلة، وأنشد للمسعود المفتي:

يا ابن مجير الطير طاوعني بخل ... وأنتم أعجازها سرو الوعل

وهي من الشيخة تمشي في وحل ... مشي العذارى الماشيات في الحلل

شِيرازُ:

بالكسر، وآخره زاي: بلد عظيم مشهور معروف مذكور، وهو قصبة بلاد فارس في الإقليم الثالث، طولها ثمان وسبعون درجة ونصف، وعرضها تسع وعشرون درجة ونصف، قال أبو عون: طولها ثمان وسبعون درجة، وعرضها اثنتان وثلاثون درجة، وقيل: سمّيت بشيراز بن طهمورث، وذهب بعض النحويين إلى أن أصله شرّاز وجمعه شراريز، وجعل الياء قبل الراء بدلا من حرف التضعيف وشبهه بديباج ودينار وديوان وقيراط فإن أصله عندهم دبّاج ودنّار ودوّان وقرّاط، ومن جمعه على شواريز فإن أصله عندهم شورز، وهي مما استجدّ عمارتها واختطاطها في الإسلام، قيل: أول من تولى عمارتها محمد بن القاسم بن أبي عقيل ابن عمّ الحجّاج، وقيل: شبهت بجوف الأسد لأنّه لا يحمل منها شيء إلى جهة من الجهات ويحمل إليها ولذلك سمّيت شيراز، وبها جماعة من التابعين مدفونون، وهي في وسط بلاد فارس، بينها وبين نيسابور مائتان وعشرون فرسخا، وقد ذمّها البشّاري بضيق الدروب وتداني الرواشين من الأرض وقذارة البقعة وضيق الرقعة وإفشاء الفساد وقلة احترام أهل العلم والأدب، وزعم أن رسوم المجوس بها ظاهرة ودولة الجور على الرعايا بها قاهرة، الضرائب بها كثيرة ودور الفسق والفساد بها شهيرة، وخروءهم في الطرقات منبوذة، والرمي بالمنجنيق بها غير منكور، وكثرة قذر لا يقدر ذو الدين أن يتحاشى عنه وروائحه عامة تشقّ الدّماغ، ولا أدري ما عذرهم في ترك حفر الحشوش وإعفاء أزقتهم وسطوحهم من تلك

<<  <  ج: ص:  >  >>