[باب الهمزة والثاء المثلثة وما يليهما]
الأَثارِبُ:
كأنه جمع أثرب، من الثّرب، وهو الشّحم الذي قد غشي الكرش. يقال: أثرب الكبش إذا زاد شحمه، فهو أثرب لما سمّي به جمع جمع محض الأسماء، كما قال:
فيا عبد عمرو لو نهيت الأحاوصا
وهي قلعة معروفة بين حلب وأنطاكية، بينها وبين حلب نحو ثلاثة فراسخ، ينسب إليها ابو المعالي محمد ابن هيّاج بن مبادر بن علي الأثاربي الأنصاري.
وهذه القلعة الآن خراب وتحت جبلها قرية تسمّى باسمها فيقال لها الأثارب. وفيها يقول محمد بن نصر ابن صغير القيسراني:
عرّجا بالأثاربي، ... كي أقضّي مآربي
واسرقا نوم مقلتي ... من جفون الكواعب
وا عجبا من ضلالتي، ... بين عين وحاجب
وحمدان بن عبد الرحيم الأثاربي الطّبيب متأدّب وله شعر وأدب وصنّف تاريخا كان في أيام طغندكين صاحب دمشق بعد الخمسمائة وقد ذكرته في معراثا بأتمّ من هذا.
أثافِتُ:
بالفتح والفاء مكسورة والتاء فوقها نقطتان:
اسم قرية باليمن ذات كروم كثيرة. قال الهمداني:
وتسمّى أثافة بالهاء، والتاء أكثر. قال وخبّرني الرئيس الكباري من أهل أثافت قال: كانت تسمّى في الجاهلية درنا، وإياها أراد الأعشى بقوله:
أقول للشّرب في درنا، وقد ثملوا: ... شيموا، وكيف يشيم الشارب الثّمل
وكان الأعشى كثيرا ما يتّجر فيها وكان له بها معصر للخمر يعصر فيه ما جزل له أهل أثافة من أعنابهم.
قال الأصمعي: وقفت باليمن على قرية فقلت لامرأة:
بم تسمّى هذه القرية؟ فقالت: أما سمعت قول الشاعر الأعشى:
أحبّ أثافة ذات الكرو ... م، عند عصارة أعنابها
وأهل اليمن يسمّونها ثافت بغير همزة، وبين أثافت وصنعاء يومان.
الأَثالِث:
بلفظ الجمع: جبال في ديار ثمود بالحجر قرب وادي القرى، فيها نزل قوله تعالى: وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين. وهي جبال يراها الناظر من بعد فيظنّها قطعة واحدة فإذا توسّطها وجدها متفرّقة يطوف بكل واحد منها الطائف.
أُثالُ:
بضم أوله وتخفيف ثانيه وألف ولام: علم مرتجل، أو من قولهم تأثّلت بئرا إذا احتفرتها، قال أبو ذؤيب:
وقد أرسلوا فرّاطهم، فتأثّلوا ... قليبا، سفاها للاماء القواعد
وهو جبل لبني عبس بن بغيض بينه وبين الماء الذي ينزل عليه الناس إذا خرجوا من البصرة إلى المدينة ثلاثة أميال، وهو منزل لأهل البصرة إلى المدينة بعد قوّ وقبل الناجية. وقيل أثال حصن ببلاد عبس بالقرب من بلاد بني أسد. وأثال أيضا موضع على طريق الحاجّ بين الغمير وبستان ابن عامر، قال كثيّر: