للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي سبي من هرقلة ابنة بطريقها، وكانت ذات حسن وجمال، فنودي عليها في المغانم فزاد عليها صاحب الرشيد فصادفت منه محلّ عظيما فنقلها معه إلى الرّقّة وبنى لها حصنا بين الرافقة وبالس على الفرات وسماه هرقلة يحكي بذلك هرقلة التي ببلاد الروم، وبقي الحصن عامرا مدّة حتى خرب وآثاره إلى وقتنا ذا باقية وفيه آثار عمارة وأبنية عجيبة، وهو قرب صفّين من الجانب الغربي.

الهِرْمَاسُ:

بالكسر، وآخره سين مهملة، والهرماس:

الأسد الجريء، وقيل ولد النمر: وهو نهر نصيبين مخرجه من عين بينها وبين نصيبين ستة فراسخ مسدودة بالحجارة والرصاص وإنما يخرج منها إلى نصيبين من الماء القليل لأن الروم بنت هذه الحجارة عليها لئلا تغرق هذه المدينة، وكان المتوكل لما دخل هذه المدينة سار إليها وأمر بفتحها ففتح منها شيء يسير زيادة على ما هو عليه فغلب الماء عليه غلبة شديدة حتى أمر بإحكامه وإعادته إلى ما كان عليه بالحجارة والرصاص، وإلى الآن هذه العين في أعلى المدينة وفاضل مائها يصب إلى الخابور ثم إلى الثرثار ثم إلى دجلة، قال ذلك أحمد بن الطيب الفيلسوف.

والهرماس: موضع بالمعرّة، قال ابن أبي حصينة المعرّي:

يا صاحبيّ سقى منازل جلّق ... غيث يروّي ممحلات طساسها

من لي بردّ شبيبة قضّيتها ... فيها وفي حمص وفي عرناسها

وزمان لهو بالمعرّة مونق ... بسيابها وبجانبي هرماسها

هَرْكام:

ناحية من نواحي الطّرم بين قزوين وبلاد الديلم.

هَرْكَنْد:

بالنون: بحر في أقصى بلاد الهند بين الهند والصين وفيه جزيرة سرنديب هي آخر جزيرة الهند مما يلي المشرق فيما زعم بعضهم.

الهَرَمانِ:

هي أهرام كثيرة إلّا أن المشهور منها اثنان، واختلف الناس في أهرام مصر اختلافا جمّا وتكاد أن تكون حقيقة أقوالهم فيها كالمنام إلّا أنّا نحكي من ذلك ما يحسن عندنا، فمن ذلك ما ذكره أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي في كتاب خطط مصر أنه وجد في قبر من قبور الأوائل صحيفة فالتمسوا لها قارئا فوجدوا شيخا في دير القلمون فقرأها فإذا فيها: إنا نظرنا فيما تدل عليه النجوم فرأينا أنّ آفة نازلة من السماء وخارجة من الأرض ثم نظرنا فوجدناه ماء مفسدا للأرض وحيوانها ونباتها، فلما تمّ اليقين من ذلك عندنا قلنا لملكنا سوريد بن سهلوق: مر ببناء افرونيات وقبر لك وقبور لأهل بيتك، فبنى لنفسه الهرم الشرقي وبنى لأخيه هو جيب الهرم الغربي وبنى لابن هو جيب الهرم المؤزّر وبنيت الافرونيات في أسفل مصر وأعلاها وكتبنا في حيطانها علما غامضا من معرفة النجوم وعللها والصنعة والهندسة والطبّ وغير ذلك مما ينفع ويضر ملخّصا مفسرا لمن عرف كلامنا وكتابتنا، وانّ هذه الآفة نازلة بأقطار العالم وذلك عند نزول قلب الأسد في أول دقيقة من رأس السرطان وتكون الكواكب عند نزوله إياها في هذه المواضع من الفلك: الشمس والقمر في أول دقيقة من رأس الحمل، وزحل في درجة وثمان وعشرين دقيقة من الحمل، والمشتري في الحوت في تسع وعشرين درجة وثمان وعشرين دقيقة، والمريخ في الحوت في تسع وعشرين درجة وثلاث دقائق، والزهرة في الحوت في ثمان وعشرين درجة ودقائق، وعطارد في الحوت في

<<  <  ج: ص:  >  >>