للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وادي القرى من جهة المدينة، فيها نخل وعيون، وقال السكّري: حرة ليلى معروفة في بلاد بني كلاب، بعث الوليد بن يزيد بن عبد الملك إلى الرّمّاح بن يزيد وقيل ابن أبرد المرّيّ يعرف بابن ميّادة حين استخلف فمدحه فأمره بالمقام عنده، فأقام ثم اشتاق إلى وطنه فقال:

ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة ... بحرّة ليلى، حيث ربّتني أهلي

بلاد بها نيطت عليّ تمائمي، ... وقطّعن عني حين أدركني عقلي

وهل أسمعنّ، الدهر، أصوات هجمة ... تطالع من هجل خصيب إلى هجل

تحنّ، فأبكي كلما ذرّ شارق، ... وذاك على المشتاق قبل من القبل

فإن كنت عن تلك المواطن حابسي، ... فأفش عليّ الرزق واجمع إذا شملي

فقال الوليد: اشتاق الشيخ إلى وطنه، فكتب له إلى مصدّق كلب أن يعطيه مائة ناقة دهماء جعداء، فأتى المصدّق فطلب إليه أن يعفيه من الجعودة ويأخذها دهما، فكتب الرّمّاح إلى الوليد:

ألم تعلم بأن الحيّ كلبا ... أرادوا في عطيتك ارتدادا؟

فكتب الوليد إلى المصدّق أن يعطيه مائة ناقة دهماء جعداء ومائة صهباء، فأخذ المائتين وذهب بها إلى أهله، قال: فجعلت تضيء هذه من جانب وتظلم هذه من جانب حتى أوردها حوض البردان، فجعل يرتجل ويقول:

ظلّت بحوض البردان تغتسل، ... تشرب منه نهلات وتعلّ

وقال بشر بن أبي خازم:

عفت من سليمى رامة فكثيبها، ... وشطّت بها عنك النوى وشعوبها

وغيّرها ما غيّر الناس بعدها، ... فباتت وحاجات النفوس نصيبها

معالية لا همّ إلا محجّر، ... وحرّة ليلى السهل منها فلوبها

أي وباتت معالية أي مرتفعة إلى أرض العالية وليس لها همّ إلا أن تأتي محجّرا بناحية اليمامة.

حَرَّةُ مَعْشَر:

والمعشر: كل جماعة أمرهم واحد، وأنشد ابن دريد:

أناموا منهم ستين صرعى ... بحرّة معشر، ذات القتاد

حَرَّةُ مَيْطانَ:

جبل يقابل الشّوران من ناحية المدينة، قال:

تذكّر قد عفا منها فمطلوب، ... فالسفح من حرّتي ميطان فاللوب

حَرَّةُ النار:

بلفظ النار المحرقة: قريبة من حرة ليلى قرب المدينة، وقيل: هي حرة لبني سليم، وقيل:

هي منازل جذام وبليّ وبلقين وعذرة، وقال عياض: حرة النار المذكورة في حديث عمر هي من بلاد بني سليم بناحية خيبر، قال بعضهم:

ما إن لمرّة من سهل تحلّ به، ... ولا من الحزن، إلا حرّة النار

وفي كتاب نصر: حرة النار بين وادي القرى وتيماء من ديار غطفان، وسكانها اليوم عنزة، وبها معدن البورق، وهي مسيرة أيام، قال أبو المهنّد بن معاوية الفزاري:

<<  <  ج: ص:  >  >>