ينسب الأديب العالم أبو علي إسماعيل بن القاسم القالي، قدم بغداد فأخذ عن الأعيان مثل ابن دريد وأبي بكر بن الأنباري ونفطويه وأضرابهم ورحل إلى الأندلس فأقام بقرطبة وبها ظهر علمه، ومات هناك في سنة ٣٥٦، ومن عجائب أرمينية البيت الذي بقاليقلا، قال ابن الفقيه: أخبرني أبو الهيجاء اليمامي وكان أحد برد الآفاق وكان صدوقا فيما يحكي أن بقاليقلا بيعة للنصارى وفيها بيت لهم كبير يكون فيه مصاحفهم وصلبانهم فإذا كانت ليلة الشعانين يفتح موضع من ذلك البيت معروف ويخرج منه تراب أبيض فلا يزال ليلته تلك إلى الصباح فينقطع حينئذ وينضمّ موضعه إلى قابل من ذلك اليوم فيأخذه الرّهبان ويدفعونه إلى الناس، وخاصيته النفع من السموم ولدغ العقارب والحيّات يداف منه وزن دانق بماء ويشربه الملسوع فيسكن للوقت، وفيه أيضا أعجوبة أخرى وذلك أنه إذا بيع منه شيء لم ينتفع به صاحبه ويبطل عمله، قال إسحاق بن حسّان الخرّمي وأصله من الصّغد يفتخر بالعجم:
ألا هل أتى قومي مكرّي ومشهدي ... بقاليقلا، والمقربات تثوب؟
تداعت معدّ شيبها وشبابها ... وقحطان منها حالب وحليب
لينتهبوا مالي، ودون انتهابه ... حسام رقيق الشّفرتين خشيب
وناديت من مرو وبلخ فوارسا ... لهم حسب في الأكرمين حسيب
فيا حسرتا! لا دار قومي قريبة ... فيكثر منهم ناصري فيطيب
وإن أبي ساسان كسرى بن هرمز، ... وخاقان لي، لو تعلمين، نسيب
ملكنا رقاب الناس في الشّرك كلهم ... لنا تابع طوع القياد جنيب
نسومكم خسفا ونقضي عليكم ... بما شاء منّا مخطئ ومصيب
فلمّا أتى الإسلام وانشرحت له ... صدور به نحو الأنام تنيب
تبعنا رسول الله حتى كأنما ... سماء علينا بالرجال تصوب
وقال الراجز:
أقبلن من حمص ومن قاليقلا ... يجبن بالقوم الملا بعد الملا
ألّا ألا ألّا ألا ألّا ألا
قامُهُل:
مدينة في أول حدود الهند، ومن صيمور إلى قامهل من بلد الهند، ومن قامهل إلى مكران والبدهة وما وراء ذلك إلى حد الملتان كلها من بلاد السند، ولأهل قامهل مسجد جامع تقام فيه الصلاة للمسلمين، وعندهم النارجيل والموز، والغالب على زروعهم الأرزّ، وبين المنصورة وقامهل ثماني مراحل، ومن قامهل إلى كنباية نحو أربع مراحل، وقال في موضع آخر من كتابه: قامهل هي على مرحلة من المنصورة، والله أعلم.
القامَةُ:
قال الليث: القامة مقدار كهيئة الرجل يبنى على شفير البئر يوضع عليه عود البكرة، والجمع القيم، كل شيء كذلك فوق سطح نحوه فهو قامة، قال الأزهري رادّا عليه: الذي قاله الليث في القامة غير صحيح، والقامة عند العرب البكرة التي يستقى بها الماء من البئر، والقامة: اسم جبل بنجد.
قانٌ:
آخره نون، والقان: شجر ينبت في جبال تهامة لمحارب، قال ساعدة: