تركنا بين شمطة من علاء ... كأنّ خلالها معزى شريدا
فلم أر مثلهم هزموا وفلّوا، ... ولا كذيادنا عتقا مذودا
شَمْكُورُ:
بفتح أوله، وسكون ثانيه، والكاف، والواو الساكنة، وراء: قلعة بنواحي أرّان، بينها وبين كنجة يوم وأحد عشر فرسخا، وكانت شمكور مدينة قديمة فوجّه إليها سليمان بن ربيعة الباهلي بعد فتح برذعة في أيام عثمان بن عفّان، رضي الله عنه، من فتحها فلم تزل مسكونة معمورة حتى خرّبها السناوردية، وهم قوم تجمّعوا أيام انصرف يزيد بن أسيد عن أرمينية فغلظ أمرهم وكثرت بوائقهم، ثم إن بغا مولى المعتصم عمّرها في سنة ٢٤٠، وهو والي أرمينية وأذربيجان وشمشاط، وسمّاها المتوكلية.
شَمْلُ:
بالفتح، والسكون، وهو الاجتماع: هي ثنيّة على ليلتين من مكة، وبطن الشّمل من دون الجريب وراءه آخر.
شَمْنَتَانُ:
بلد بالأندلس، قال السلفي: من عمل المرية، وقال ابن بشكوال: عبد الرحمن بن عيسى ابن رجاء الحجري يعرف بالشّمنتاني، وشمنتان:
من ناحية جيّان، يسكن المريّة يكنّى أبا بكر، استقضى بالمرية، وكان خيّرا فاضلا، وتوفي في سنة ٤٨٦، أخذ عن أبي الوليد محمد بن عبد الله البكري، وكان من أهل الفقه، وكان ولي قضاء المرية قبل دخول المرابطين الأندلس، يروي عنه أبو عبد الله محمد بن سليمان النّفزي، قاله أبو الوليد الدّبّاغ، وينسب إليها أحمد بن مسعود الأزدي الشّمنتاني الأندلسي أديب شاعر.
شَمَنْصِيرُ:
بفتحتين ثم نون ساكنة، وصاد مهملة مكسورة ثم ياء آخر الحروف ساكنة، وراء: اسم جبل في بلاد هذيل، وقرأت بخطّ ابن جنّي في كتاب هذا لفظه قال: شمنصير جبل بساية، وساية:
واد عظيم به أكثر من سبعين عينا وهو وادي أمج، وقال ساعدة بن جؤيّة الهذلي:
أخيل برقا متى جاب له زجل ... إذا تغير عن توماضه جلجا
مستأرضا بين بطن الليث أيمنه ... إلى شمنصير غيثا مرسلا معجا
أخيل برقا أي أرى، ومتى جاب أي متى جانب، وجاب: سحاب متراكب، وقال أبو صخر الهذلي يرثي ولده تليدا:
وذكّرني بكاي على تليد ... حمامة مرّ جاوبت الحماما
ترجّع منطقا عجبا وأوفت ... كنائحة أتت نوحا قياما
تنادي ساق حرّ ظلت أدعو ... تليدا لا تبين به الكلاما
لعلّك هالك إمّا غلام ... تبوّأ من شمنصير مقاما
يخاطب نفسه، وهو أحد فوائت كتاب سيبويه، قال ابن جني: يجوز أن يكون مأخوذا من شمصر لضرورة الوزن إن كان عربيّا، وقال الأزهري:
يقال شمصرت عليه إذا ضيّقت عليه، وقال عرّام:
يتصل بضرعاء، وهي قرية قرب ذرة من آرة شمنصير، وهو جبل ململم لم يعله قط أحد ولا درى ما على ذروته، فأعلاه القرود والمياه حواليه تحول ينابيع، تطيف به قرية رهاط بوادي غران،