للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولا فَرْقَ بينه وبين العربي في الهجاء إلا أنَّ الثاء المثلثة والخاء والذَّال والضاد والظاء والغَيْن كلها مُعجمات سواقط وكذا لام ألف، وتُركّب حُرُوفها من اليمين إلى اليسار.

التلويح الرّابع: في أهل اليونان (١).

هم أمةٌ عظيمةُ القَدْرِ بلادهم بلاد رُوم إيلي وآناطولي وقَرَمان، وكانت عامتهم صابئة عَبَدَة الأصنام (٢). وكان الإسكندر من ملوكهم الذي (٣) أجمعَ مُلوكُ الأرض على الطاعةِ لسُلْطانِه. وبعدَهُ البَطَالِسةُ، إلى أن غَلَب عليهم الرُّوم. وكانَ عُلماؤهم يُسَمَّون فلاسفة (٤) إلهيون أعظمهم خَمْسة: بندقليس: كان في عصر داود ، ثم فيثاغورس، ثم سُقراط، ثم أفلاطون، ثم أرسطاطاليس. ولهم تَصَانيفٌ في أنواع الفنون. وهم من أرفع الناس طبقةً وأجلّ أهل العِلْم مَنْزِلَةً، لما ظهَرَ منهم من الاعتناء الصَّحيح بفنونِ الحِكْمَةِ من العلوم الرياضية والمنطقيّة والمعارف الطَّبيعية والإلهية والسياسات المنزلية والمَدَنيّة. وجميعُ العُلوم العَقْلية مأخوذةٌ عنهم.

ولُغة قُدَمائهم تُسَمّى الإغريقية وهي من أوسع اللُّغات، ولغة المتأخرين تُسَمَّى اللَّطِيني لأنَّهم فرقتان: الإغريقيون واللطينيون. وكان ظهور أمة اليونان


(١) كتب المؤلف في حاشية نسخته التعليق الآتي: "واختلف في نسبهم فقيل: إنهم من جملة الروم، وذكر المَسْعودي (في مروج الذهب ١/ ٣١٥) أن يونان من ولد عابر بن شالخ، أخو قحطان انفصل عن ديار أخيه فخرج من اليمن يطلب موضعا يسكنه فأتى إلى موضع من الغرب فأقام به، فكثر نسله، وهو الأصح".
(٢) كتب المؤلف حاشية قال فيها: "مع أنهم موحدة الله تعالى لا على ما يعتقده الجهال من أنَّ عَبّاد الأوثان يرى أن الأوثان هي الخالقة للعالم، ولم يعتقد قط هذا ذو فكرة".
(٣) في م: "وهو الذي"، والمثبت من خط المؤلف.
(٤) كتب المؤلف في حاشية نسخته تعليق نصه: "واحدهم فيلسوف، وهو اسم يوناني معناه محب الحكمة؛ لأن فيلو: المحب، وسوفا: الحكمة".

<<  <  ج: ص:  >  >>