للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وتَحْريم ذَبح الحيوان. ومنهم الصّابئة (١) وهم جمهور الهِنْد، ولهم في تعظيم الكواكب وأدوارها آراء ومذاهب والمشهور في كتبهم مَذهب السِّنْد هِنْد، أي: الدَّهرُ الدّاهر ومذهب الأرْجَهِير ومذهب الأرْكَند. ولهم في الحساب والأخلاق والموسيقى تأليفات.

التلويح الثاني: في الفُرْس.

وهم أعْدَل الأمم وأوسطهم دارًا وكانوا في أول أمرهم موحدين على دين نُوح إلى أن تمذهب طَهُمُورث بمَذهب الصّابِئِين وقَسَرَ الفُرسَ على التَّشَرّع به، فاعتقدوه نحو ألف سنة إلى أن تَمجَّسُوا جميعًا بسبب زَرَادَشت، ولم يزالوا على دينه قريبًا من ألف سنةٍ إلى أن انقرَضُوا.

ولخواصهم عنايةٌ بالطِّب، وأحكام النجوم ولهم أرصاد ومذاهب في حركاتها.

واتفقوا على أنَّ أصح المذاهب في الأدوار مذهب الفرس ويُسَمَّى سني أهل فارس، وذلك أن مدة العالم عندهم جُزء من اثني عَشَر ألفًا من مُدَّةِ السِّنْد هِنْد، وهي أنَّ السَّيّارات وأوجاتها (٢) وجوزهراتها (٣) تجتمعُ كُلها في رأس الحَمَل في كُلِّ ستة وثلاثين مرّة مئة ألف سنة شَمْسية، ولهم في ذلك كُتُب جليلة. وفي كتاب الفهرس" (٤): يقال: إنَّ أوّل من تكلم بالفارسية كيومرت (٥) وتسميه الفُرس كل شاه، أي: مَلِك الطَّين، وهو عندهم آدم أبو البَشَر. وأَوَّلُ مَن كَتَبَ بالفارسية بيوراسب المعروف بالضّحاك، وقيل: فَرِيدُون.


(١) في الأصل: "صابئة".
(٢) الأوج: أبعد نقطة من الخارج عن مركز الفلك (كشاف اصطلاحات الفنون ١/ ٢٨٨).
(٣) الجوزهر: هو عقد الرأس والذنب في منطقة البروج (كشاف اصطلاحات الفنون ١/ ٦٠١). والنص منقول من طبقات الأمم لصاعد، ص ١٣.
(٤) الفهرست للنديم ١/ ٣٠ - ٣٢ (ط. الفرقان).
(٥) في الفهرست: "جيومرت".

<<  <  ج: ص:  >  >>