للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في حُدودِ سنة ثمان وستين وخمس مئة من وفاة موسى ، وكان قبل ظهور الإسكندر بخمس (١) وأربعين وثمان مئة سنة.

[التلويح الخامس: في الروم.]

وهم أيضًا صابئة إلى أن قامَ قُسْطَنطين بدين المسيح وقَسَرَهم على التَّشَرُّع به، فأطاعُوه. ولم يَزَل دينُ النَّصْرانية يَقْوى إلى أن دخل فيه أكثر الأمم المُجاورة للروم وجميع أهل مِصْر.

وكانَ لهم حكماء وعُلماء بأنواع الفَلْسَفة. وكثير من الناس يقولُ: إِنَّ الفَلاسِفة المَشْهورين رُوميون، والصحيح أنهم يونانيون، ولتجاور الأمتين دخل بعضُهم في بعض واختلط، خبرُهم، وكلا الأمتين مشهور العناية بالفلسفة إلا أنَّ لليونان من المَزِيّة والتَّفَضّل ما لا يُنْكَر، وقاعدةُ مَمْلكتهم: رومية الكبرى (٢) ولغتهم مُخالفة للغة اليونان، وقيل: لغة اليونان الإغريقية ولغة الرُّومِ اللَّطِنية. وقَلَم اليونان والرُّوم من اليسار إلى اليمين، مُرَتَّب على ترتيب أبجد، وحروفهم أبج وزطي كلمن سعفص قرشت ثخ ظغ، فالدال والهاء والحاء والذال والضاد ولام ألف سَوَاقط.

ولهم قَلمٌ يُعرف بالسّاميا ولا نظير له عندنا، فإنّ الحرف الواحد منه يحيطُ بالمعاني الكثيرة ويجمع عدة كلمات (٣).


(١) في الأصل: "خمس" ولا تستقيم.
(٢) كتب المؤلف في حاشية نسخته تعليقًا بخطه نصه: وهي من بناء رومانس اللطيني وهو أول مشهور من ملوك الروم، وكان قبل المسيح بسبع مئة سنة، فاتصل ملك اللطينين إلى قيام أغسطس على اليونان وأضاف ملكهم إلى ملكه، فصارت مملكة واحدة، من أرمينية إلى أقصى الأندلس نحو مئة مرحلة ومكثت إلى قيام قسطنطين بدين المسيح وبَنَى قسطنطينية في شط اليونان فصارت قاعدة ملك الروم".
(٣) يريد: "فتكلّمتُ".

<<  <  ج: ص:  >  >>