ونَحْو التّعليم المُستعمل فيه، وهو بيانُ الطريق المَسْلوك في تحصيل الغاية.
[وأنحاء التعليم خمسة]
الأول: التَّقسيم. والقِسْمةُ المُستعملة في العلوم قسمة العام إلى الخاص وقِسْمة الكُلِّ إلى الجزء، أو الكُلِّي إلى الجزئيات، وقسمة الجنس إلى الأنواع، وقسمة النوع إلى الأشخاص، وهذه قِسْمةُ ذاتيّ إلى ذاتي. وقد يُقْسَم الكُلِّي إلى الذَّاتِي والعَرَضِي، والذاتِي إلى العَرَضِي، والعَرَضِي إِلى الذَّاتِي، والعَرَضِي
إلى العَرَضِي. والتقسيم الحاصِرُ هو المُرَدّدُ بين النَّفي والإثبات.
والثاني: التَّركيب. وهو جَعْلُ القضايا مُقَدِّمات تؤدِّي إلى المعلوم.
والثالث: التحليل، وهو إعادة تلك المُقَدِّمات.
والرابع: التَّحديد. وهو ذكر الأشياء بحدودها الدالة على حقائقها دِلالةً تفصيلية.
والخامس: البُرْهان. وهو قياسُ صَحِيح عن مُقَدِّماتٍ صادقة. وإنّما يمكن استعماله في العلوم الحقيقية، وأما ما عداها فيُكتَفَى بالإقناع.
التَّرْشِيحُ الثاني: في الشَّرْح وبيانِ الحاجة إليه والأدب فيه.
واعْلَم أَنَّ كلَّ مَن وضعَ كتابًا إنما وضعَهُ لِيُفْهَم بذاتِه من غير شَرْح وإنما احتيج إلى الشرح لأمور ثلاثة:
الأمر الأوّل: كمالُ مَهارة المُصَنِّف؛ فإنَّه لجودة ذهنه وحُسنِ عِبارته يتكلّمُ على مَعانٍ دقيقةٍ بكلامٍ وجيزٍ كافيًا في الدلالة على المطلوب، وغيرُهُ