للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

زَواهِرُ نُطْقٍ يَلُوحُ أنوار ألطافه من مطالع الكُتُب والصَّحائف، وبَواهِرُ كلامٍ يَفُوحُ أزهار أعطافه على صَفَحاتِ العُلومِ والمَعارفِ.

حَمْدًا لله الذي جعلَ زُلالَ الكَمالِ قوتَ القُلُوبِ والأرواح، وخَصَّ مزايا العِرْفانِ بفَرْحةٍ خَلا عنها أفراح الرّاح، وفَضَّلَ الذَّوْقَ الرَّوْحاني على الجِسْماني تفضيلا لا يعرفه إلا من تَضَلَّعَ أو ذاقَ، وأوْدَع في كُنهِ الفَضْل لطفا لا يُدركه إلا من تَفَضَّل وفاق، والصَّلاة والسَّلامُ على الذِي كَمَّلَ عُلومَ الأَوَّلِينَ والآخرين بكتاب ناطِقِ آياته ببيناتٍ وحُجَج. قرآنا عربيا غير ذي عِوَج. صلى الله عليه وعلى آله الأبرار، وصَحْبه الأخيار، ما طَلَعَ شموس المعاني من وراء حِجابِ السُّطور والدَّفاتر، وأنارَ أنوار المزايا من أشعةِ رَشَحات الأقلام والمحابر، وبعد:

لمّا (١) كانَ كَشْف دَقائق العُلوم وتبيين حَقائِقِها من أجَلَّ المَواهب وأعزّ المَطالِب، قيَّضَ الله في كُلِّ عَصْرٍ عُلماء قاموا بأعباء ذلك الأمر العظيم. وكَشَفُوا عن ساقِ الجِدِّ والاهتمام في التعليم والتفهيم، سيما الأئمة الأعلام من عُلماء الإسلام الذين قال فيهم النبي : "علماء أُمَّتي كأنبياء بني إسرائيل" (٢)، فإنَّهم سُبّاقُ غايات وأساطينُ روايات ودرايات، فمنهُم مَن استنبط المَسائِلَ من الدَّلائلِ فَأَصَّلَ وفَرَّعَ،


(١) في م: "فلما"، والمثبت من الأصل.
(٢) حديث موضوع، قال الدميري والزركشي وابن حجر العسقلاني: لا أصل له، وذكره علي القاري في كتابه الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة" (٢٩٨)، والعجلوني في كشف الخفاء ٢/ ٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>