منذ الهجرة النبوية حتى حياة المؤلف، أي حتى عام ١٠٠٠ هـ (١٥٩١ م) وذلك بترتيب السنوات. والملاحظ أنه استفاد من تاريخ الجنّابي المعروف بالعيلم الزاخر في الأول والآخر. وقد فرغ المؤلف من كتابته في آخر شهر ربيع الآخر عام ١٠٥٢ هـ (يوليه)(١٦٤٢ م). والنسخة الوحيدة الموجودة منه هي نسخة المؤلف المحفوظة الآن في مكتبة بايزيد العمومية تحت رقم (١٠٣١٨).
[٢ - فذلكه (بالتركية)]
وقد كتبه ذيلًا للكتاب الأول، فهو في التاريخ، ويبدأ من أول عصر المؤلف أي قبل مولده (١٠١٧ هـ / ١٦٠٩ م) من عام ١٠٠٠ هـ (١٥٩١ م) إلى عام ١٠٦٥ هـ (١٦٥٤ م). وقد رتب الأحداث فيه على السنين، وجعل في نهاية كل سنة ذكر موجز لوفيات رجال الدولة وحياة المشاهير من العلماء والشعراء، كما تحدث عن مؤلفات مَنْ له مؤلفات منهم. واستفاد من الكتب الأخرى في الأحداث التي لم يشهدها، ولا سيما حسن، بكزاده، كما نقل عن بجوي وجَرَّاحْزَاده وبيري باشا زاده وفخري. وينتهي الكتاب بحادثة عصيان إبشير باشا عام ١٠٦٥ هـ (١٦٥٤ م). وقد طبع ذلك الكتاب في مجلدين في مطبعة جريدة الحوادث بإستانبول (المجلد الأول ٤١٢ ص سنة ١٢٨٦ هـ، والمجلد الثاني ٣٩٨ ص سنة ١٢٨٧ هـ).
[٣ - تحفة الكبار في أسفار البحار (بالتركية)]
كان كاتب جلبي قد حضر حرب كريت التي بدأت عام ١٠٥٥ هـ (١٦٤٥ م)، فشاء أن يروي الأحداث والوقائع التي مرت منذ العهد العثماني الأول حتى عام ١٠٦٧ هـ (١٦٥٦ م)، وهو العام الذي شرع فيه كتابة هذا الكتاب، سواء في البر أم البحر. فقد شهد المؤلف بعينيه الهزائم والانكسارات التي لحقت بالعثمانيين ومدى طغيان الأعداء وغرورهم، وكل ذلك نتيجة للتدابير الناقصة والأخطاء التي ارتكبها المسئولون، فروى من خلال هذا الكتاب حياة قباطنة الماضي الشجعان وحروب قراصنة البحر والمجاهدين، ثم الآراء والتدابير التي كان يتخذها بعض المسئولين والعقلاء، مستهدفا تنبيه العثمانيين وإنقاذهم من حالة الفتور التي وقعوا فيها. ولهذا السبب كان وهو يتحدث بخاصة عن الهزائم التي تعرض لها العثمانيون في بداية حملتهم على جزيرة كريت - يشير بإيجاز إلى أسباب كل هذه الهزائم والسبل