للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[علم الاختلاج]

وهو من فُروع علم الفراسة، قال المولى أبو الخير (١): هو علم باحثٌ عن كيفية دلالة اختلاج أعضاء الإنسان من الرأس إلى القَدَم على الأحوال التي ستقع عليه وأحواله ونَفْعه، والغَرَض منه ظاهر، لكنه علم لا يُعْتَمَد عليه لضعف دِلالته وغموض استدلاله، ورأيتُ في هذا العلم رسائل مختصرة لكنها لا تشفي العليل ولا تَسْقي الغَلِيل. انتهى.

وقال الشيخ داود الأنطاكي في تذكرته: اختلاج حركة العضو أو البدن غير إرادية تكون عن فاعلي هو البخار، ومادي هو الغذاء المُبَخّر، وصُوري هو الاجتماع، وغائي هو الاندفاع، ويصدر عند اقتدارِ الطَّبع. وحال البَدَن معه كحال الأرض مع الزَّلْزلة عمومًا وخصوصًا، وهو مُقدّمة لما سَيَقع للعضو المُخْتَلج من مرض يكون عن خَلْط يشابه البخار المُحَرّك في الأصح وفاقًا. وقال جالينوس: العُضو المُخْتَلِج أصح الأعضاء إذ لو لم يكن قويا ما تكاثف تحته البُخار، كما أنَّهُ لم يجتمع في الأرض إلا تحت نحو الجبال، قال: وهذا مِن فَسادِ النَّظَرِ في العِلْم الطَّبيعي؛ لأنَّ علةَ الاجتماع تكاثف المسام واشتدادها، لا قوة الجسم وضَعْفه، ومن ثم لم يقع في الأرض الرخوة مع صحةِ تُربتها، ولأنا تُشاهد انصبابَ المواد إلى الأعضاء الضعيفة، ولأنَّ الاختلاج يكثُر جدا في قليل الاستحمام والتدليك دونَ العكس، وعد أكثر النّاس له عِلْمًا وقد أناطوا به أحكامًا ونُسِبَ إلى قوم من الفرس والعراقيين والهند كطَمْطَم وإقليدس، ونُقِلَ فيه كلامٌ عن جعفر بن محمد الصادق وعن الإسكندر ولم يثبت على أن توجيه ما قيل عليه مُمكن، لأنَّ العضو


(١) مفتاح السعادة ١/ ٣٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>