للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عِلمُ الكَهَانة

المراد منه: مناسبة الأرواح (١) البشَريّة مع الأرواح المجردة، أي: الجنِّ والشَّياطين، والاستعلام بهم عن الأحوال الجزئية الحادثة في عالم الكون والفساد، المخصوصة بالمستقبل. وأكثر ما يكون في العرب، وقد اشتهر فيهم كاهنان أحدُهما: شِقٌّ والآخر: سَطيح، وقصَّتُهما مشهورةٌ في السِّير، سيما في كتاب "أعلام النَّبوة" للماوَرْدي، لكنّهم كانوا محرومينَ بعدَ بَعْثة نبينا عن الاطلاع بالمُغيّبات ومحجوبين عنها بغَلَبة نُور النُّبوة، حتى يَرِدَ في بعض الروايات أنه لا كَهانةَ بعدَ النُّبوة، فلا يجوز الآنَ تصديقُ الكَهَنة والإصغاء إليهم، بل هو من أمارات الكفر، لقوله : "مَن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كَفَر بما أُنزل على محمد". لكنّ المفهوم من كتاب "السِّرِّ المكتوم" للفخر الرازي أنّ الكهانة على قسمين: قسمٌ يكون من خواص بعض النفوس، فهو ليس بمكتسب، وقسمٌ يكون بالعزائم ودعوة الكواكب والاشتغال بهما فبعضُ طُرُقِه مذكورٌ فيه وأنّ السلوك في هذا الطريق محرَّمٌ في شريعتنا، فوجب الاحتراز على ذلك عن تحصيله واكتسابه، والقسم الأول داخلٌ في علم العرافة فتنبَّه عليه في محلِّه ولا تَعْفُلْ.

١٥٠٧٩ - الكَهْفُ والرَّقيم في شَرْح بسم الله الرّحمن الرّحيم:

لعبد الكريم (٢) الجَيَلي، توفِّي سنة … أوَّلُه: الحمد لله الكامن في كُنْه ذاته … إلخ، ذكر فيه أن الشَّيخَ شَرَفَ الدِّين إسماعيل بن إبراهيمَ الجَبَرْتيَّ شيخه واجتمع بمسجده سنة تسع وتسعين وسبع مئة مع بعضه (٣)، وقال:


(١) في الأصل: "أرواح".
(٢) تقدمت ترجمته في (١٨٩٧).
(٣) هكذا بخط المؤلف، ولعله أراد أن يقول مع: "بعضهم"، وغيرها ناشرو التركية إلى: "مع بعض إخوانه"، ولا ندري من أين جاءوا بها.

<<  <  ج: ص:  >  >>