يا وحشة الإسلام من فرقةٍ … شاغلة أنفُسها بالسَّفَهْ قد نَبَذَتْ دين الهدى خلفها … وادعت الحكمة والفلسفهْ ولما حللت بديار مصر ورأيت كثيرًا من أهلها يشتغلون بجهالات الفلسفة ظاهرًا من غير نكير أحد تعجبت من ذلك، إذ كنا نشأنا في جزيرة الأندلس على التبرى من ذلك والإنكار له. وإذا بيع كتاب في المنطق إنما يباع خفية ولا يتجاسر أن ينطق بلفظ المنطق إنما يسمونه المفعل، حتى إن صاحبنا وزير الملك ابن الأحمر أبا عبد الله محمد بن عبد الرحمن المعروف بابن الحكيم كتب إلينا كتابًا من الأندلس يسألني أن أشترى أو انتسخ كتابًا لبعض شيوخنا في المنطق، فلم يتجاسر أن ينطق بالمنطق وهو وزير وسماه لي بالمَفعل. انتهى". (البحر المحيط ٦/ ٤٦ - ٤٧).