للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[الخط العربي]

قال ابن إسحاق: أول الخطوط العربيَّة الخَطُّ المكي، وبعده المدني، ثم البَصْري، ثم الكُوفِيُّ. وأمّا المكِّيُّ والمدني ففي ألفاتِه تعويج إلى يَمْنة اليد، وفي شكله انضجاعٌ يسير، قال الكِنْدي: لا أعلمُ كتابةً يُحتمل من تحليل حروفها وتدقيقها ما تحتمل الكتابة العربية، ويمكن فيها من السُّرعة ما لا يمكن في غيرها من الكتابات.

فصلٌ: في أهل الخط العربي

قال ابن إسحاق: أول من كتب المصاحف في الصَّدرِ الأول ويُوصَفُ بحُسن الخطّ: خالد بن أبي الهَيَّاج، وكان سَعْد نَصَّبه لكتب المصاحف والشَّعر والأخبار للوليد بن عبد الملك، وكان الخط العربي حينَئِذٍ هو المعروف الآن بالكوفي، ومنه استَنْبَطَت الأقلام كما في "شَرْح العَقِيلة" (١). ومن كُتاب المصاحف: خشنامُ البَصْرِيُّ ومَهْديُّ الكُوفي، وكانا في أيام الرشيد. ومنهم: أبو حدي، وكان يكتب المصاحف في أيام المعتصم من كبارِ الكُوفيين وحُنَّاقِهم. وأول من كتب في أيام بني أُمَيَّةَ قُطبةً، وهو استخرج الأقلام الأربعة واشتق بعضها من بعض، وكان أكتَبَ النّاس. ثم كان بعدَه الضَّحَّاكُ بن عَجْلانَ الكاتب في أول خلافة بني العباس، فزاد على قطبة. ثم كان إسحاق بن حماد في خلافة المَنْصُور والمَهْدي، وله عِدّة تلامذة كتبوا الخطوط الأصلية الموزونة، وهي اثنا عشرَ قلمًا، فمن (٢) قلم الجليل: قلمُ السَّجِلات، قلمُ الدِّيباج، قلمُ الطُّومار الكبير، قلمُ الثُّلُثَيْن، قلمُ الزُّنبور، قلم المفتح، قلم الحرم، قلمُ الموامرات،


(١) نقله من مفتاح السعادة ١/ ٨٤ على عادته.
(٢) سقطت هذه اللفظة من م.

<<  <  ج: ص:  >  >>