للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

هارون الرشيد في أن يُعلِّقَ "الموطأ" في الكعبة ويَحْمِلَ النَّاسَ على ما فيه، فقلت: لا تفعل فإن أصحاب رسول الله اختلفوا في الفروع وتفرقوا في البلدان وكلُّ مُصيبٌ، فقال: وفقك الله تعالى يا أبا عبد الله.

وروى ابن سَعْدٍ في "الطبقات" (١)، عن مالك بن أنس قال: لما حجَّ المنصُورُ قال لي: قد عزَمتُ على أن آمُرَك بكتبك هذه التي وضعتها فتُنسَخ ثم أبعَثَ إلى كلِّ مِصْر من أمصار (٢) المسلمين منها نسخةً وأمرهم أن يعملوا بما فيها ولا يتعدّوه إلى غيره، فقلت: يا أمير المؤمنين، لا تفعل هذا، فإنّ النّاسَ قد سَبَقت إليهم أقاويل وسمعوا أحاديثَ ورَوَوْا رواياتٍ وأخَذ كلَّ قوم بما سبق إليهم ودانوا به، فدع النّاسَ وما اختار أهلُ كل بلد منهم لأنفسهم. من "عقود الجمان".

١٩١٥٣ - موعِدُ الكِرام لمَوْلِد النَّبيِّ :

للشَّيخ بُرهان الدين إبراهيم (٣) بن عُمر الجَعْبَريِّ، المتوفى سنةَ ٧٣٢.

علمُ المَوْعِظة

قال ابن الجَوْزي في "المُنتخَب": لمّا كانت المواعظُ مندوبًا إليها بقوله تعالى: ﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الذاريات: ٥٥]. وقول النبي لعُمَّاله: "تَعاهَدوا الناسَ بالتذكرة" (٤)، ولأن أدواء القلوب تفتقر إلى أدوية كما تحتاجُ أمراض البدن إلى مُعالجة، ألفتُ في هذا الفن كتبا تشتمل


(١) الطبقات الكبير ٧/ ٥٧٣ (ط. الخانجي).
(٢) في الأصل: "الأمصار".
(٣) تقدمت ترجمته في (١٧٢).
(٤) حديث تالف لا يصح عن النبي أخرجه الديلمي في الفردوس ٢/ ٤٤، وابن الجوزي في القصاص والمذكرين، ص ١٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>